اذا عرف السبب- تحالفات الغد- أسامه عبد الماجد

السودان

لا تفسير لدعوة تجمع المهنيين للشباب للمشاركة في موكب أطلق عليه (دعم استكمال السلام) ويخاطبه عبد العزيز الحلو .. سوى أنها بمثابة تدشين للتحالف السياسي بين الطرفين والموقع في وقت سابق .. وخلا بيان المهنيين من ما روج له في وقت سابق عن عزمه دعم اتفاق (حمدوك – الحلو) الذي طوته الأيام مع وطأة الاقتصاد وكارثة السيول.. وحمى التطبيع مع إسرائيل.

الجبهة الثورية هي من أقامت (المهنيين) من سباته .. وفدها بالخرطوم بدأ يخطف الأضواء من كل المكونات السياسية .. حتى مني مناوي العضو الأصيل في الثورية يبدو قلقاً من وفد ياسر عرمان .. لذلك تحرك يمنة ويسرة ولم يجد سوى الإعلان عن اتفاق سياسي مع الاتحادي الأصل بالقاهرة .. وهو حزب يعيش حالة تيه سياسية مع اتساع المسافة بينه وقواعده يوماً بعد يوم.

منبع قلق المهنيين حديث (الثورية) على لسان عرمان (الحرية والتغيير تعاني ويجب شك الورق) .. والخطوة تعني إرخاء قبضة المهنيين وإزاحته من قلعته الحصينة، والتجمع هو الجناح الفاعل في (قحت) .. ولذلك تحسب المهنيين باكراً لهذا الأمر فكان تحالفه مع غريم عرمان ورفاقه ،(الحلو).

كما أن دعوة موكب الخميس، رسالة في بريد الثورية وتحديداً في صندوق رئيس العدل والمساواة د. جبريل إبراهيم الذي أرعب التغيير وهو يكشف عن سعي الثورية لأمرين بالغين الأهمية والخطورة.. هما الحصول على تفويض شعبي لإدارة البلاد وخوض الانتخابات المقبلة بتحالفات عريضة .. خاصة وأن لا أحد بقوى التغيير (بجيب سيرة) الانتخابات عدا حزب الأمة القومي .. وهي سيرة حال (انفتحت) ستأتي بالمؤتمر الوطني ولو عبر بوابة المرشحين المستقلين.

لذلك يريد التجمع أن يذكر د. جبريل أنه لا يزال يملك الكرت الفاعل في المشهد (تحريك الشارع) .. وينبه عرمان كذلك بذات الخصوص في الجزئية الخاصة بـ (العسكر) .. لأن ياسر عند وصوله على رأس وفد الثورية قال والشجاعة تملأ جوانحه (نحن ضد إقصاء العسكر من الفترة الانتقالية) .. بعبارة أوضح أعلن نهاية صلاحية شعار (مدنية).. الذي يردده قادة التغيير نهاراً بينما يتقاسمون ليلاً الضحكات – وربما أشياء أخرى- مع العسكر.

حسناً .. من الآن ستبدأ أشكال التحالفات في التخلق .. المهنيين والحلو في جانب ومعهم الشيوعي.. الثورية وحزب الأمة والمؤتمر السوداني في جانب آخر .. استصحب معي عزيزي القاريء أن أول مؤتمر صحفي لعرمان كان إلى جانبه نائب رئيس الأمة د. مريم الصادق ورئيس المؤتمر السوداني السابق إبراهيم الشيخ.

سيقفز تساؤل: وأين العسكر ؟.. هم ثلاثة تيارات الأول القوات المسلحة والتي سيكون مبررها التحالف مع الثورية لأجل تنفيذ أهم اتفاق وهو الترتيبات الأمنية .. والثاني الدعم السريع، ولا يزال قائده متنازع بين التقرب من الإسلاميين لخبرتهم الكبيرة في إدارة الدولة، وبين التحالف مع جناح داخل الثورية – حركة مناوي – بحكم الجهوية في محاولة للسيطرة على الحكم .. وهو تحالف سيؤثر فيه بشكل كبير قراءة الخارج للمشهد السوداني.

الجناح الثالث قادم بقيادة صلاح عبد الله (قوش) مدير الأمن الأسبق.. وقوش له حلفاء داخل الحرية والتغيير وكذلك المهنيين .. وفي ذات الوقت صلاح قريب جداً من د. جبريل وله صداقات مع مناوي وصلات وثيقة للغاية مع قادة دولة الجنوب .. والوسيط الجنوبي توت قلواك تربى سياسياً في كنف قوش .. وهذا التيار (القوشي) ستؤثر فيه بشكل كبير معادلات دول جوار وأصدقاء السودان.

أما التيارات الإسلامية فالشعبي قريب من الثورية بطريق العدل والمساواة .. والمؤتمر الوطني وفي ظل الراهن قد ينقسم إلى ثلاثة أحزاب .. واحد يقوده العاقل البروفيسور إبراهيم غندور .. وتيار يتحالف مع الشعبي والأمة وثالث سيكون وحيداً يتكئ على الماضي ويحلم بالعودة منفرداً وهو مالن يحدث ولو سقطت قحت اليوم.

Exit mobile version