تسعون عاماً من وحدة الصف و لم الشمل و رأب الصدع تمضى سفينة المملكة العربية السعودية تمخر عباب البحر لا تأبه بعلو الأمواج أو خفضها و هم يجيدون التعامل مع الضغط الذي تولده الرياح و الأمواج على سفينتهم مع تقلب الاحوال الجوية و المناخية التي تنشأ معها العواصف الرعدية بثبات الأبطال وذلك لانها تحت قيادتها الرشيدة التي خبر ربانتها كيفية التعامل مع كل الظروف و الأحوال و لا يركنون إلى صفاء الدهر أبداً لانهم تمرسوا الحكمة و فن القيادة التى توارثوها أباً عن جد و هم يجوّدون صناعتهم و فن قيادتهم يوماً بعد يوم لتكسوها الحكمة مع الخبرة الطويلة و ذلك منذ توحيد المملكة في 21 جمادي الأولى من عام 1351هـ الموافق 23 من سبتمبر 1932 م و حتى تاريخ يومنا هذا و التي يعود فضل ذلك إلى جلالة الملك عبد العزيز آل سعود عليه آلاف الرحمات من عند الله تعالى ، و الذي كانت رؤيته الوحدة لا غيرها وجمع صف الحجاز و نجد وجميع المناطق والملحقات الأخرى التي تشكل قالب المملكة الآن في دولة واحدة تحت شعار خالد : و تأبى الرياح إذا إجتمعن تكسراً وإذا إفترقن تكسرت آحاداً
لا يختلف إثنان في عظم الدور المحوري الذي تلعبه المملكه العربيه السعودية في العالم اليوم ، و لا أريد ان أحصر ذلك في منطقة الشرق الأوسط فقط. و لأن المملكة تمثل القيادة الروحية لكافة المسلمين في العالم بإحتضانها لأقدس مكانين لهم وهما الحرمين الشريفين ، إذ يفد إليها ملايين الحجيج والمعتمرين سنوياً ، ولهذا حق لها ان تتبوأ هذه المكانة في العالم أجمع و إضافة إلي ذلك لما تشكله من ثقل اقتصادي ضخم مع نمو استثماري مدروس تتقدم خطواتها به في خُطى ثابتة ، و كما ايضاً لها وقفاتها المعتبرة مع كافة القضايا الدولية و منطقة الشرق الاوسط على وجه الخصوص
بإستجرار تاريخ ما مضى من عمر المملكة الناصع البياض و وقوفاً بحاضرها الحديث من واقع قرآءتنا المتأنية لذلك فقد شهدت المملكة تطوراً ملحوظاً في كل مجال ، و بالرغم من ذلك لم يتأثر المجتمع السعودي بهذه الحداثة فظل كما هو يحتفظ بثقافته و إرثه الخاص و المتفرد و الأصيل الذي يتميز به عن بقية المجتمعات العربية والإسلامية الأخري ، و لهذا ما زال يحتفظ بعاداته العربية الاصيلة ، و من واقع هذه الأصالة فقد برز دور المملكة العربية السعودية الذي تصدر مصاف الدول فكانت للملكة القدح المعلى إقليمياً الذي إستطاعت به قيادة المجتمع الخليجي والعربي والإسلامي و من ثم فقد واصلت سعيها الحثيث لوضع إسمها في أرمق الأماكن بين دول العالم أجمع . و هذا ما خطط له جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود و قد سار ابناؤه من خلفه و ظلوا في السير على نهجه ، و لهذا تطوروا بسعيهم الدؤوب علي تطوير المملكة وما زال المستقل يحمل لهم الكثير من المفاجآت السارة في طريق التقدم والإزدهار
من سوداننا الحبيب اتقدم بأجمل العبارات لتهنئة المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً بمناسبة الذكرى ال 90 لعيد المملكة الوطني متمنياً لهم من الله تعالى أن يحفظ سعادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز و ولي عهده المفدى محمد بن سلمان و سعادة السفير الملاك وحمامة السلام علي بن حسن جعفر سفير المملكة العربية السعودية بالسودان ودولة جنوب السودان و السيد الشاب الاستاذ فيصل الشهري ممثل الإعلام بسفارة خادم الحرمين الشريفين وسائر الشعب السعودي متمنياً لهم من الله التوفيق والسداد وان يجعلنا وإياهم من الذين طال عمرهم وحسن عملهم و ان يبعد الضر و الأذي عن المملكة وشعبها الكريم وأن يفتح عليهم ابواب الخير فتحاً فتحاً يا رب العالمين