إن وزراء المنافي الذين فرضتهم قحط في غفلة من الزمان يفرضون الآن علينا الجوع والجهل والمرض لأن هذا الثالوث في نظرهم ونظر اسيادهم يفضي إلى شعب مرهق والشعوب المرهقة لا حظ لها في التاريخ.
ومنذ دخولهم علينا كدخول السعال في بيوت الشتاء لم نفتح جامعة، ولم نقرأ كتابا ولم نؤلف سفراً، ولم ننشد في وجوه أطفالنا نشيداً أو قصيدة لأنهم يعلمون أن الأمم التي تحاصرها الجهالة لا تُبدع، والشعوب التي لا تُبدع مصيرها التلاشي والاندثار.
ولأنهم أقلية لا يملكون ما يخافون عليه فإنهم يبيعون ديننا وتراثنا وقوانيننا وثوابتنا وقيمنا وكنوزنا بل يبيعون كل ما ورثنا له المبدئيون بلا مقابل في في حملة انقاذ ترامب اليائسة ومحاولة اعادة انتاج نتنياهو البائسة.
ومزيدا من الاستدانة فقد اشتروا حتى اكاذيب اليانكي في الاتهامات الزائفة فدفعوا للمدمرة كول، وتدمير السفارتين وقبلوا، بتعويضات ١١ سبتمبر وسط دهشة وحيرة العالم، وبعد كل هذه التنازلات المزلة سوف نقبض الريح.
لقد صدق اليهودي كسنجر مخطط ماضي ومستقبل السياسة الامريكية ضد شرقنا الاسلامي حين قال (إن أمريكا لا تدفع دولارا واحدا في مقابل ما يمنح لها مجانا)
وها هم سائقو التاكسي في شوارع نيويورك وحراس البنايات في واشنطون ولندن وسيدني وباريس الذين اصبحوا وزراء الانتقالية يبيعوننا مجانا.
ولم يبقى من استدلال في رسائل الشباب المغلوب على أمره وهو يبعث بالبرقية الأخيرة لدكتور حمدوك الا مقطع الاغنية الشهيرة:
قبل ما تغير دروبك كنا بنماسيك نصابحك
كنا بنقدر ظروفك كل ما تغلط نسامحك
رحت ترخص في مقامنا يلا بيعنا وشوف مصالحك