رئيس مؤتمر البجا المعارض، أسامة سعيد لـ «النورس نيوز»: ضمنا لطلاب الشرق اعفاءً من الرسوم الجامعية
= الحكومة أودعت «148» مليون دولار في « صندوق تنمية شرق السودان»
= أنا أبن مؤتمر البجا
= يوجد تقصير في تمليك اتفاقية السلام لمواطن شرق السودان
حاورته في جوبا: النورس نيوز
أكد رئيس مؤتمر البجا المعارض، اسامة سعيد، وجود قصور في تمليك اتفاقية السلام الشامل التي تم توقيعها في جوبا لمواطن شرق السودان، واوضح في حوار مع (النورس نيوز) أن الحكومة والجبهة الثورية اتفقتا على إنشاء صندوق باسم صندوق تنمية شرق السودان، مشيراً إلى أن الحكومة اودعت في الصندوق مبلغ “148” مليون دولار كدفعةٍ أولى، وكشف في الحوار عن العديد من القضايا التي تتعلق بتنفيذ اتفاق السلام فماذا قال.
ما هي أبرز قضايا شرق السودان التي جاءت في الاتفاق؟
قام الاتفاق علي قاعدة أساسية وهي التوصيف الدقيق للأزمة في شرق السودان ، نحن في مواقفنا التفاوضية وصلنا لأن الأزمة هي أزمة التهميش الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وايضا الثقافي، هذا كان التوصيف الدقيق الذي تمسكنا به لتشخيص الأزمة في الشرق وبعد نقاش طويل مع الحكومة اتفقت معنا على هذا التشخيص وعلى ضوءه تم وضع أجندة حوار لمعالجة كل النواحي التي ذكرت.
ماذا تعني بالتهميش السياسي؟
أعني بالتهميش السياسي، غياب شرق السودان من خارطة الدولة. على مدى المستوى المحلي بشرق السودان لا يحكم الإقليم نفسه بنفسه، كنا نحكم بنخب خارج الإقليم حتى على مستوي الحكم داخل الإقليم نحن في شرق السودان مرت علينا نخب كثيرة في كل الأنظمة الإدارية لم تحقق الغاية التي هي كيف يحكم شعب شرق السودان نفسه بنفسه. ففي هذا التوصيف السياسي وصلنا إلى صيغة إدارية فيها كيف يحكم شرق السودان ووصلنا في هذا الاتفاق إلى العودة لنظام الحكم الإقليمي كاقليم واحد بولاياته الثلاثة لكنه بخاصية جديدة سميت بتخويل السلطات وتخصيص الموارد وتخويل السلطات هو تحويل السلطات الممنوحة للمركز لتخول الى الإقليم وأن يتم في الإقليم دستور قائم بذاته.
الشق الثاني من التهميش هو الاقتصادي، مواطن شرق السودان يعاني من ثالوث خطير وهو الفقر والجهل والمرض في هذا الاتفاق خاطبنا جذور هذه الأزمات ووضعنا لها حلول ورصدنا الأموال اللازمة لهذه المعالجات. وقد تم الاتفاق علي تأسيس صندوق جديد سمي بصندوق تنمية شرق السودان وأودعت فيه الحكومة مبلغ مئة وثمانية وأربعون مليون دولار كدفعة أولى تنزل عليها القضايا الاقتصادية.
أوجدنا معالجات لكل المشكلات الآنية وانتبهنا للمشروعات الاعاشية في دلتا طوكر والقاش حلفا الزراعي، هذه المشاريع المعاشية رأينا لابد من إعادة تأهيلها بشكل علمي ولابد أن تخصص لها موارد .
في الجوانب الأخرى مثل الصحة والتعليم افردنا لها مساحة من الحلول الجذرية.
ماذا عن الجانب الثقافي في هذه الاتفاقية؟
في الجانب الثقافي شرق السودان له ثقافة لا تتجزأ من الثقافة السودانية ولكن هناك الثقافة القومية التي تسكن هذا الإقليم وهي ثقافة البجا ولابد أن ترى حظها في وسائل الإعلام المحلية والقومية وان تتاح لها فرصة الانتشار على أن تنفق عليها مجمل القضايا الرئيسية التي شملها الاتفاق.
ذكرت في حديثك أن هناك مبلغ أودع في صندوق تنمية الشرق، ما هي أبرز المشروعات التي تعتزمون تنفيذها من خلال هذه الأموال؟
سيتم تشكيل مجلس إدارة وأجهزة تنفيذية للصندوق ومن ثم توضع برامج ومشروعات وسوف نأخذ في الاعتبار أخطاء الماضي حتي لا تتكرر في هذا الصندوق، هذا الصندوق سوف يقوم علي دراسات علمية تسبق لتنفيذ المشروعات والبرامج التي ستكون في مجالات الإقتصاد والصحة والتعليم والبنية التحتية ورفع القدرات البشرية.
هل تم تمليك الاتفاقية لمواطن شرق السودان؟
في الحقيقة يوجد تقصير في تمليك الاتفاقية لمواطن شرق السودان ‘لان فترة التفاوض كانت طويلة وتخللتها بعض التحديات منها جائحة كورونا وكانت هناك صعوبة في إنجاز الاتفاقية في وقتها المحدد لكننا الان في مسار شرق السودان وبعد توقيع المصفوفة التي حققنا فيها عدة مكتسبات منها نسبة ٣٠ في المئة من عائدات الموارد المعدنية’والنفطية في شرق السودان وكذلك كونا لجنة مشتركة من الطرفين لتحديد النسبة المجتمعية من عائد المشروعات القومية في الإقليم هذه مكاسب جديدة تضاف الي الاتفاقية.
ما هي الخطوة التالية لكم بعد أن فرغتم من عمل المصفوفة؟
نحن الان وبعد فراغنا من المصفوفة سوف نتفرغ لتمليك المواطن الاتفاقية، وقد قمنا بإنشاء مركز إعلامي سوف ينتج عديد من البرامج لتمليك الاتفاقية حتي باللغات المحلية وتنشر علي مستوي المدن والقرى والأرياف حتي يعرف مواطن الشرق ما حققته له هذه الاتفاقية من مكتسبات ويعمل علي الحفاظ عليها
بعض من المجموعات ترى أن اسامة سعيد لا يمثل شرق السودان ويرون أن اسامة سعيد انتحل صفة مؤتمر البجا؟
أولا بالنسبة لمؤتمر البجا أنا عضو في هذا المؤتمر منذ فترة طويلة منذ فترة الكفاح المسلح، وأنتخبت مرتين في مؤتمر عام لمؤتمر البجا كنت في اللجنة المركزية، والمجلس السياسي، وأنا ابن مؤتمر البجا تعلمت في هذه المدرسة وتدرجت فيها من عضو عادي الى عضو في المكتب السياسي وكنت في قيادة هذا الحزب ولي إسهاماتي في كل أنشطته وكل معاركه التي خاضها السياسية والعسكرية، أنا لم آتي من (الشباك لهذا الحزب بل أتيت من الباب)
اذا انت لم تنتحل أسم مؤتمر البجا؟
لا ابداً.
ما هو دور مؤتمر البجا في تفجير الأوضاع بكسلا؟
مؤتمر البجا ليس بعيدا عن الأحداث نحن كلنا نتحمل المسئولية الوطنية والأخلاقية عن كل الأحداث التي تحدث في شرق السودان هذا في المقام الأول وهذه المسئولية تتطلب منا البحث بشكل مباشر عن أسباب الحلول، الأحداث التي حدثت فى كسلا وقبلها في القضارف وامتدت لحلفا بورتسودان كل هذه الأحداث أقول بكل صراحة هي أحداث لاول مرة يشهدها شرق السودان ، نحن مجتمع متماسك مجتمع يعيش بروح الانسجام وما كانت هذه المشكلات موجودة انا اقول ان هذه المشكلات سببها الاساسي هو النظام البائد يستقل هذه الأوضاع لتفجير الأزمات، والهدف الرئيسي هو إستهداف حكومة الثورة وشد الأطراف وخصوصا ان شرق السودان أصبح مهم للسلم والأمن الدوليين طبيعة الإقليم المجاور لعدد من البلدان فضلا عن امن البحر الأحمر لذلك تم إختيار إقليم شرق السودان بعناية .
هناك مبادرات عديدة خرجت في الإقليم للجلوس، نحن في هذا الاتفاق تناولنا قضايا السلم المجتمعي وخصصنا منبر خاص سميناه مؤتمر السلم المجتمعي في شرق السودان لأننا توصلنا الي أن الحلول التقليدية لم تحقق النتائج المطلوبة من وقف النزاعات في شرق السودان نريد من هذا المؤتمر أن يدرس هذه الظاهرة دراسة علمية وان نأتي بالأشخاص المختصين نريد من هذا المؤتمرات ان تخرج بتوصيات وقرارات مهمة تنعكس علي القوانين وسن الجديد منها ووضع الإدارة الأهلية.
اذا ما هي المعالجة لهذا الشد، فالغالبية تلقي باللوم على النظام البائد، ثم ما هي الحلول، وكيف تحاربون النظام البائد؟
هناك تقصير والسلطة الإدارية في شرق السودان خاصة كسلا هذا الأمر فاقم الأوضاع وجعل هناك سيولة أمنية في الولاية لذلك أرى أن الخطوة الأولى تتمثل في ان يكون هناك والي وتكون هناك حكومة تطلع بمهامها الأساسية وهي حفظ الأمن وعلي الدولة أن تفرض هيبتها علي ارض الواقع وتمنع كل التفلتات والاحتكاكات التي تؤدي للنزاعات القبلية ،وهناك الان قانون جديد للمعلوماتية يتيح الفرصة لكبح جماح من يستغلون مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الفتن تفعيل هذه القوانين وملاحقة مثيري الفتن، هذا من الحلول العاجلة ‘لكن الحلول الطويلة سوف تخلص من خلال المؤتمر.
تعتبر ولايات الشرق من الولايات التي تقيم الإدارة الأهلية، ما هو دور الإدارة الأهلية في التصدي لهذه المشكلات؟
طبعا لدينا نظام إداري اهلي من وقت طويل ،لكن في الفترة الأخيرة هناك حالة إشتباك، ونحن نريد أن نفض هذا الاشتباك بين دور الإدارة الأهلية في السلم الاجتماعي والسياسي ، الان الإدارة الأهلية تقولت علي العمل السياسي وأصبحت تمارس العمل السياسي وطبعا هذا ليس من مهامها وليس من صلاحيتها ‘ الإدارة الأهلية نظام اهلي للحفاظ علي السلم والأمن الأهلي والمجتمعي ،هو دورها الاساسي لكن عندما تقوم الإدارة الأهلية في السياسة هذا يفقدها دورها الاساسي
في إطار رفض الاتفاق من الأهالي كيف سينزل في أرض الواقع على ولايات الشرق الثلاثة؟
الاتفاقية الان حققت مكاسب كبيرة جدا ولا أعتقد أن أي شخص في شرق السودان اذا علم بهذه المكاسب سوف يقوم برفضها من يرفعون شعارات رفض الاتفاق هم يرفعون شعارات سياسية لكسب سياسي حققه الآخرين من باب الغيرة السياسية ومن باب المحافظة علي مكتسباتهم السابقة فهم يرفضون الاتفاق، لكن هذا الاتفاق قائم على التوصيف الدقيق للأزمة وأوجد المعالجات للأزمة وهو أمر لصالح المواطن ،فنحن في حزب مؤتمر البجا المعارض حزبنا اسمه حزب الفقراء والمساكين، يعني كل قاعدتنا من شريحة الفقراء والمساكين،فنحن نقلنا قضايا هؤلاء الناس ،وأتينا بمكاسب تلامس كل إحتياجاتهم الأساسية في الغذا والدواء والمسكن خاطبنا كل القضايا التي تهم الإنسان في شرق السودان،على سبيل المثال حققنا مكاسب في التوظيف في الخدمة المدنية وجئنا بنسبة أربعة عشر في المئة في كل الوظائف القيادية والسلك الدبلوماسي ووكلاء الوزارات والمدراء العامين وكل الوظائف الوسيطة وهذه هي المرة الأولي التي نحصل فيها على هذه النسبة ، على المستوي الإقتصادي حققنا مكاسب كبيرة لإنسان الولايات في الصحة والتعليم والبنية التحتية ،في هذا الاتفاق هناك نص على حل مشكلة المياه في كل الإقليم،في بورتسودان هناك نص صريح أن تلتزم الدولة بإيصال الماء من النيل إلى بورتسودان كحل جذري قمنا بحل مشكلة المياه في القضارف وقمنا حتى بحل مشكلة الكهربا وتوصيلها إلى الارياف والمياه الصالحة للشرب، في مجال الصحة توصلنا الى أن كل الارياف تعمم عليها المراكز الصحية والرعاية الصحية الأولية،وفي التعليم وضعنا إلزامية مجانية التعليم في مرحلة الأساس لأول مرة أوجدنا إعفاء للرسوم الجامعية لكل أبناء وبنات إقليم شرق السودان،كل ذلك في إطار تشجيع التعليم.
عملنا معالجات في الترتيبات الامنية والإختلالات السابقة كل من كان في قوات جيش مؤتمر البجا الان تمت معالجة مشكلاتهم ،في هذا الاتفاق انشأنا بنك جديد لأول مرة في تاريخ شرق السودان سمي بنك الشرق الأهلي وتواصلنا مع الكثيرين في الدول العربية والأوربية لطرح فكرة البنك وهو بنك إستثماري يقوم بمنح قروض قصيرة الأجل لصالح الفقراء كي يخفف من حدة الفقر في الإقليم.
هل ستبشر بنفسك بالسلام في ولايات شرق السودان؟
بكل تأكيد بعد التوقيع النهائي انا مباشرة سوف اذهب لشرق السودان وكل أعضاء حزبنا مؤتمر البجا سوف نطوف الولايات الشرقية والأرياف والقرى سنجلس مع كافة الناس في الأرض وتحت الأشجار ونملكهم الاتفاقية ونشرحها بلغاتنا ولهجاتنا المحلية سنشرح لهم المكاسب التي تحققت وكذلك نشرح لهم اننا عندما خرجنا في الجبهة الثورية كان السبب هو هذه القضايا أصحاب المصلحة الحقيقية من الناس البسطاء هم من يشتركون في تحقيق هذا الاتفاق.
ما هي توقعاتك من الرافضين؟
أنا أرى أن شعب شرق السودان عندما تملك له الحقائق وتشرح له الاتفاقية سيلتف حول هذه الاتفاقية شرق السودان الان محتاج إلى يد حقيقية من أبنائه المؤمنين بقضايا أن ينتشلو شرق السودان من وحله الان هذه الاتفاقية كسب لحزبنا وشريكنا الجبهة الشعبية لكنها ملك لكل شعب شرق السودان من شلاتين إلى الخياري،هذه الاتفاقية حق لكل الناس.
كيف تملك هذه الاتفاقية ؟هل لديكم وفود مقدمة ستذهب إلى الولايات الثلاث؟
نعم نحن الان في الجبهة الثورية نجهز في وفد كي يذهب في غضون الأيام القليلة القادمة وفيه أعضاء من الحزبين المنضوين في الجبهة الثورية سيذهبون إلى الخرطوم وبعض الولايات من بينها الولايات الشرقية لتمليك الاتفاق وشرحه وهي سانحة للتعريف بالجبهة الثورية وأنها سودانية وان الاتفاق يحمل بروتوكولات مختلفة لكنه اتفاق واحد لكل المسارات.
هنالك آراء وقوى سياسبة بالداخل ترى أن إتفاق جوبا ليس إتفاق سلام فقط لوقف الحرب وإسكات صوت البندقية’ وهي ذات القوى التي رحبت بالاتفاق الذي جرى بين رئيس الوزراء وعبدالعزيز الحلو ،ما هو رأيك في هذا الواقع؟
انا اقول ان الاتفاق الذي وقع في جوبا هو اتفاق فريد وإستثنائي لأنه تناول أمهات الأزمة السياسية السودانية تفاوضنا حول قضايا رئيسية من بينها الهوية والمواطنة ونظام الحكم وتوزيع السلطة والثروة في السودان هذه القضايا الرئيسية التي تفاوضنا حولها تفاوضنا في القضايا الخاصة بالمناطق ذات الخصوصية وقضايا الأرض والحواكير في دارفور وقضايا النازحين واللاجئين والتعويضات وقضايا العدالة الانتقالية وقضايا شرق السودان وقضايا التهميش السياسي والتنموي والاقتصادي قضايا الشمال الأقصى والوسط هذا الاتفاق ناقش لأول مرة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع الحروب في البلاد ،الاتفاق قائم على إيجاد حلول لهذه المشكلات
لكن إعلان المبادئ الذي وقع بين القائد عبدالعزيز الحلو ورئيس الوزراء اعتبره خطوة لإعادة الحركة الشعبية جناح الحلو للمنبر التفاوضي في جوبا ،حدث جمود في هذا المنبر والان حدث إختراق ،وهناك قضايا سيتم النقاش فيها عبر ورش غير رسمية بين الجانبين
ما حدث اقول بإختصار حدث تاريخي وكل الأنظار الان تتجه نحو جوبا وان هذا الاتفاق هو المنقذ للأوضاع الاقتصادية الان في السوق وسوف يحدث نقلة نوعية في الحياة السياسية في السودان وسينقل السودان من مربع العقوبات الاقتصادية وقائمة الدول الراعية للإرهاب إلى مربع الاندماج في المجتمع الدولي.
ما هي التحديات التي تواجه عملية تنفيذ السلام؟
اهم تحدي يواجه تنفيذ اتفاق السلام هو الاستحقاق المالي لان السلام خاطب قضايا كبيرة ومهمة علي سبيل المثال قضايا اللاجئين النازحين وإعادتهم ،قضايا اعمار المناطق التي تأثرت بالحرب والقرى التي تدمرت في دارفور هذه القضايا الكبرى تحتاج إلى استحقاقات مالية ضخمة انا اشك أن الحكومة لوحدها قادرة أن تستطيع أن توفي بهذا الاتفاق ،ونحن في الجبهة الثورية فتحنا منافذ في هذا الإطار لجلب الدعم لتنفيذ هذا الاتفاق هذا هو التحدي الأساسي الذي يواجه الاتفاق .
أيضا مؤتمر المانحين تم الاتفاق عليه في هذا الاتفاق كذلك مؤتمر أصدقاء السودان حتى يطلع المجتمع الدولي بمسؤليته ويحافظ على هذا الاتفاق ويسهم في تنفيذه ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في السودان.