أشاهدتم مقطع الفيديو الذي صوره أحد مصدري الماشية في ميناء سواكن..؟
ظهرت المشاهد بعد خبر معتاد ومكرر عن إرجاع صادر الماشية السودانية إلى ميناء بورتسودان بسب عدم مطابقته للاشتراطات والضوابط الصحية.
فيديو مدته دقيقة ونصف أقل ما يوصف أنه فضيحة لأي جهة لها علاقة بالماشية والصادر.
حالة من اللامبالاة والجرأة في التعامل مع الخطأ دون اعتذار أو توضيح ناهيك عن تقديم استقالة..!
سألت صحفيين مقيمين في بورتسودان إن كان الفيديو حديثاً وإن كانت تلك هي حقاً المحاجر الصحية للماشية، وللأسف كانت الإجابة “نعم”.
محاجر عبارة عن رواكيب من القش، وحظائر ليس فيها أي نوع من الخدمات، تقف الماشية عطشى ولاهثة على بعد خطوات من مئات الخراف الميتة تحت أشعة الشمس الحارقة دون إتلافها أو حرقها..
تطلب الدول لقاحاً معيناً للماشية المُصدرة، لكن السودان لا يشتري النوع المطلوب، و”يُلقِح” على كيفه..!
وإن قرر شراءه، فيختار نسبة 30% لإعطائها اللقاح المطلوب، أما البقية فحدث ولا حرج..!
قال لي أحد الزملاء، هناك من يمكن أن يمدنا بمعلومات حول مشاكل الماشية والمحاجر والمؤامرات التي تتم لإفشال الصادر، فأكدت له أن ما يحدث لا يحتاح لمصادر ومعلومات، يكفي ما تراه العين من فشل يتكرر يوماً تلو آخر..
ألا تستطيع وزارتا الثروة الحيوانية والتجارة والصناعة إنجاح إرسال ماشية حية وفق المواصفات والضوابط..؟
ألا تستطيع وزارة المالية شراء لقاحات مطلوبة أو توفير مبلغ بسيط لتهيئة تلك الحظائر.؟
ألا يستطيعون إرسال أربعة موظفين للوقوف على المسألة في ميناء بورتسودان وكتابة تقرير عما يحدث وأين تكمن نقاط الخلل..؟
هل الفشل أصبح سهلاً لهذه الدرجة، يتكرر دون خجل، أو حتى محاولة لتفاديه في كل مرة..؟
قبل نحو شهر كان العنوان البارز لوكالة ( أ ف ب ) الفرنسية.. “السودان يفقد ريادته في السوق العالمي لتصدير الفول السوداني..
والآن السودان يفقد ريادته في تصدير الماشية..
وهو يفقد كما كان سابقاً ريادته في الزراعة..
وغداً سيفقد السودان أشياء كثيرة، إنْ تعامل هؤلاء المسؤولون مع الفشل بهذا البرود المعتاد..