من لطائف الامام الصادق المهدي الخشنة، التي يطلقها ولا يبالي عندما يريد أن (يشوت ضفاري)، ويمارس اللعبة السياسية على طريقة (أردموا وقوم بيهو)، ومن أمثلتها (جوز) لاعب المريخ السابق بلة جابر، أذكر أن الامام قال مرة في معرض تعريضه بسياسات الانقاذ الاقتصادية وعرابها الأول عبد الرحيم حمدي، (لا أدري ماذا كان سيفعل عبد الرحيم لو كان اسمه عبد الجبار)، وأضاف الساخرون من عندهم (بل ماذا كانت ستفعل (الثورة) نفسها لو لم يكن اسمها الانقاذ)..وكان النظام البائد وقتها ينتهج جملة من السياسات السيئة التي جعلت من الدولة دولة جبايات ومكوس، بعد أن رفعت يدها تماما عن واجبات الرعاية وفشلت كل محاولاتها المتواضعة في دعم الشرائح الضعيفة والفقيرة، فتركتها في العراء مكشوفة بلا غطاء تعاني العوز والمسغبة، ينهشها الجوع وينتاشها المرض، وكان أفراد هذه الشرائح وهم خلق كثير لا يحصلون على مجرد وجبة تقيم الأود وتسد الرمق وتسكت قرقرة الأمعاء الخاوية الا بعد لهث ولأي ومكابدة، ولا يعثرون على جرعة دواء الا بعد أن يسألوا الناس الحافا، أعطوهم أو منعوهم، منهم من يخدمه الحظ والصدفة ويهئ الله له ابن حلال يلتقيه في الطريق فيدفع عنه ثمن الروشتة، وآخرون كثيرون يفشلون ولن يبقى أمامهم ما يفعلونه سوى انتظار أمر الله، وكم وكم من مريض وعليل فارق الحياة لفقر الحال وضيق ذات اليد.
وعطفا على شكوى وزيرة المالية الدكتورة هبة من ان مرتبها لا يكفيها، في اشارة لسؤ وتردي الحالة الاقتصادية والارتفاع الجنوني للأسعار، فانها تستحق ان يقال فيها ما سبق ان قاله الامام الصادق المهدي في وزير المالية الاسبق خلال العهد البائد عبد الرحيم حمدي، فيقال فيها (ماذا كانت ستقول وزيرة المالية لو لم يكن اسمها هبة)، اذ لم يكن المنتظر منها كوزيرة تتسنم حقيبة احدى اخطر واهم الوزارات المعنية بادارة اقتصاد البلد وتيسير معاش الناس، وما قالته الوزيرة هو بلا شك قول صحيح الا انه يبقى ناقصا يحتاج الى تكملة، ولكن قبل أن نكمله، نسأل سعادتها عطفا على حديثها المذكور بكل عفوية ما الذي جعل المعيشة غالية وصعبة وعسيرة حتى عليها هي، ثم ماهو السبيل لتيسير المعيشة ومن المسؤول عن ذلك، اليست الاجابة عن هذه الأسئلة أنها الحكومة وعلى وجه الخصوص وزارة المالية للاختصاص، اذن كان عليها ان تحدث الناس عن حلولها التي توفر اللقمة للجوعان وشربة الماء للعطشان وجرعة الدواء للمرضان وذلك أضعف الايمان، لا ان تحدثهم عن معاناتها الخاصة التي يعلمونها بأكثر مما تعلمه هي.. وللمعلومية الوزيرة فقط نقول أن أفضل وجبة يتوفر عليها الفقراء اما أن تكون (أم مجو مجو أو أم بلقسات أو أم تكتلني) وما شابهها من أكلات ( تخلي الزول يقيف أنبوبة)، فهل سمعت الوزيرة مجرد سماع بهذه المسميات العجيبة، دعك من ان تكون قد تناولت أيا منها.
صحفية الجريدة