شــــــــوكــة حـــــــــوت _ ٤ / صــِـــفِـــــر _ ياسر محمد محمود البشر
ضاقت الدنيا وإستحكمت حلقات المعاناة والمسغبة وتعلقت بتلابيب الشعب السودانى وظن البعض أنها ستفرج بمجرد عودة الأفندية أصحاب الياقات البيضاء حملة المؤهلات العلمية والجوازات الأجنبية لكن إزداد الضيق والعنت وبلغت المعاناة مداها وتحول السواد الأعظم من الشعب يحاكى حاله حال إنسان العصر الحجرى الذى يعيش فى الألفية الثالثة وأصبح هم المواطن أن يجد لقمة تسد رمقه هو أسرته ولا يهمه إن وجد مواصلات أو لم يجدها وحتى لقمة العيش أصبحت فى عداد اللاممكن ومستحيل وإكتملت دوائر الإحباط فى نفس المواطن حتى أصيب بالتلف الإحساسى فتحول إلى مواطن يستشعر معنى الغربة داخل وطنه جراء ما تشهده الساحة السودانية هذه الأيام وبالرغم من ذلك نجد بعض بقايا القطيع يدافعون عن الفشل وعن رموز الفشل دفاع المستميت وذهبوا أبعد من الدفاع ووصلوا مرحلة الشكر مع الفشل والشكر مع نقص كل متطلبات الحياة والشكر فى ظل تراجع منظومة القيم والأخلاق وإرتفاع تيرومتر الأسعار وتشعر بالغثيان عندما يفتح الواحد فيهم فمه كما الأهبل ويردد بغباء وببغائية (شكرا حمدوك)
السودان هو البلد الوحيد فى العالم الذى تفرض فيه أربع حالات طوارئ فى آن واحد وهى الطوارئ الأمنية والطوارى الصحية وطوارئ الفيضان والطوارئ الإقتصادية وهذه الحالة لم تشهدها دولة من الدول من لدن هابيل وقابيل وحتى عهد البرهان وحمدوك وثالهما حميدتى ولم تجتمع هذه الحالات الأربع فى دولة من الدول على الإطلاق وإلا كتبت فى عدد الدول التى تخطت مرحلة الإنهيار والسيولة الأمنية والإنهيار الصحى والبيئى والإقتصادى من دون أن تكون هناك خطة واضحة لعلاج الفشل والقصور والتقصير الذى يعيشه المواطن وتشهده البلاد
والأزمات الإقتصادية لا يمكن أن تعالج بتدابير أمنية على الإطلاق بقدر ما أن الأزمات الإقتصادية تعالج بتدابير إقتصادية بحتة يعرفها أى طالب مبتدئ فى مبادئ الإقتصاد ناهيك من أن يكون لدينا مئات من حملة درجة الدكتوراة (الهبوب ومهببة) والذين ظن المواطن فيهم ظناً غير الذى عرفه عنهم فى الوقت الذى ينادون فيه بمدنية الدولة وإبعاد العساكر عن المشهد نجدهم يجتهدون أيما إجتهاد فى فرض الطوارئ من أجل المعالجات الإقتصادية وهل ينفذ قانون الطوارئ هذا بواسطة (الوداعيات والمشاطات) أم أنه ينفذ بواسطة القوات النظامية التى تمثل هيبة الدولة وجهها المشرق والطوارئ الإقتصادية لا تعالج الإنهيار الإقتصادى بقدر ما أنها تضع الكريمات على وجه الفشل القبيح وتجعل الفاشلون ينفذون مخططاتهم بهدؤ
فالإنهيار الإقتصادى يعالج بالخطط والبرامج مع وضع الأهداف والطوارئ الإقتصادية التى أعلنتها الحكومة الإنتقالية لا تتعدى كونها سياسة علاج السرطان ب(بالودك) فالطوائ الإقتصادية لا توفر عملات صعبة لخزينة الدولة ولا تقوم بتوفير الوقود والسلع الإستراتيجية ولا تعمل على خفض سعر الصرف بقدر ما أنها تأخذ السلطات من جهات الإختصاص وتمنحها للعسكر الذين ينفذون برنامج الطوارئ فى ظل عجز الحكومة الإنتقالية فى تقديم برنامجها والحديث عن زيادة الإنتاج والإنتاجية والعمل الجاد على إخراج السودان من هذه الكارثة ويبقى السؤال إلى متى تظل الحكومة الإنتقالية تدير الأزمة الإقتصادية وتصر على علاجها بتدابير أمنية تزيد الحال سؤً على سؤٍ
نــــــــــص شــــــــوكــة
أنتم أقل بكثير من علاج الأزمة الإقتصادية عودوا من حيث أتيتم وواصلوا نجاحاتكم فى المنظمات الدولية وكونوا خير سفراء للسودان فى المنظمات الدولية وأتركوا السودان يعالج أزماته الإقتصادية بكوادر محلية ليست لها أجندة وليست متنازعين هوى وهوية ولا يحملون جوازات أجنبية بقدر ما أنهم يحملون هم المواطن والوطن ولا توجد جهة تأمرهم لتنفيذ سياسة بعينها عودوا إلى أوطانكم والسودان يجب أن يحكم ببنيه
ربــــــــع شــــــــوكــة
(بقينا عمياء وقايداها مجنونة)
yassir.mahmoud71@gmail.com