لأجل الكلمة – كابة …!- لينا يعقوب
الوضع كئيب، ولا شيء يبعث على الأمل، مجرد وعود لكن لا مؤشرات للإيفاء بها.
اعتقد كثيرون أن السودان سيصبح مثل رواندا، بلد انهكتها الحرب والدماء، ودمرها الفساد والتمكين، وفرغت البنوك والخزائن، فهرب منها الأغنياء والمستثمرون والكفاءات.. فكان الأمل مع حكومة نظيفة لبدء صفحة جديدة..
وضعت رواندا في يومها الأول خطة للنهوض بالزراعة وجلبت خبراء، ثم اشترت الآلات والمعدات، وبدأت العمل منذ الأشهر الأولى.. خلال عامين فقط، انتعشت الزراعة، ثم تنوعت المحاصيل، وزاد الانتاج.
ما إن ظهر أثر الزراعة، حتى اتجهت إلى صادرات أخرى، فعملت في التجارة والسياحة وبناء الفنادق، واهتمت بالتعليم والصحة، ولم تغفل الإعلام والحريات، ورفعت شعارات الشفافية والمحاسبة فطبقتها.
منذ اليوم الذي تولى فيه أبناء رواندا الحكم بعد المجاعة والفقر، لم يذهبوا يوماً نحو الأسوأ.
لكن أين السودان من الخطط والبرامج والعمل..؟
لماذا يصبح الوضع الاقتصادي يومياً أسوأ مما قبله..؟
ليس لأن “الكيزان” دمروا البلاد والاقتصاد ، فربما هذا معلومٌ بالضرورة، لكن لأن شماعة الفشل “جاهزة” لتبرير القصور.
دولة أمنها ضعيف وتناحرها واضح، ومصالح أحزابها ذاتية ليست وطنية، وتمكينها لا يخفى على أحد، بل وتجاوزات بعضهم ستظهر عما قريب..!
يتبرع العالم بأموال لمساعدة السودان في الكورونا، وفي دعم الفقراء والمساكين، ولا يظهر تقرير واحد فقط يوضح كيف صُرفت وفيمن أُنفقت..؟
دولة دولارها يزيد بسعر السوق الأسود يومياً دون رقيب أو حسيب.دولة اقتصادها معطل، لا صادر أو وارد، بفعل سياساتها لا شيء آخر.
حينما تزداد الأوضاع سوءاً، يكون الجميع يتفرجون ويشكون، وحينما يستفحل الوضع ويتوقف يعقدون اجتماعاً لإعلان حالة الطوارئ..!
كم طوارئ أعلنت ولم تثمر عن شيء..؟
صحيح.. يجب أن لا يتسلل الملل إلينا، فالمصائب تقوي لا تُضعف، لكن هناك نقطة ستحدث الفرق، لكنها حتى اللحظة لم تُحلق في الأفق