همس الحروف _ الوقوع في العشق المحرم و ما يسوق إليه من جرم _ الباقر عبد القيوم علي
تداولت المواقع الأسفيرية خبراً ينعي إلى المجتمع السوداني نفاذ آخر ما تبقى لنا من حزم القيم و الأخلاق التي كنا نتمتع بها في السابق و ذلك بدخول طفرة حديثة في عالم الجريمة و لفتة شائنة مسرحها أولادنا الذين شغلتنا عنهم أموالنا و أنفسنا فانساقوا خلف غرائزهم وأنغمسوا في الشهوات التي كانت نتائجها ابشع أنواع الجرائم التي أخرجتنا عن دائرة القيم والاخلاق الحميدة
يفيد الخبر بنجاح الشرطة السودانية (شعبة المباحث الفدرالية) من الايقاع بشبكة اجرامية ترتكب ابشع انواع الإبتزاز الذي يشكل نوعاً جديداً من انواع الجرائم الدخيلة علينا و الغير شائعة الحدوث من قبل في عالمنا الذي ما زال يُعد محافظاً و يحتفظ ببعض من القيم السمحة و التقاليد الأصيلة التي تراعي لسلامة المجتمع عبر البناء الأسري الذي كان اساسه سمو الأخلاق
تخصصت هذه الشبكة فى تصيد فتيات الاسر الثرية و ذلك باقامة علاقات دافعها الغريزة و العشق المحرم الذي يقودهن إلى فراش الرذيلة و من ثم يتم تصويرهن فى اوضاع مخلة بالآداب ليتم تهديدهن بعد ذلك بنشر صورهن عبر وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة لابتزازهن بطلب اموال طائلة نظير عدم فضيحتهن بشر هذه الصور
كقصص هوليود تحدثنا هذه القصة عن فتاة (طالبة جامعية) ذات ال 18 ربيعاً و لا ندي انها وقعت ضحية أم هي من اوقعت شباب هذه الشبكة كضحايا في عشقها الذي قادها لتكون هي الضحية بعد ان تم تصويرها في مشاهد مخلة بالأدب العام لتعيش بعد ذلك في جوٍ من الرعب جراء الفضيحة التي قد تنتج من نشر هذه الصور ، فمارست الشبكة عليها إبتزازاَ قذراً جعلها تقوم بسرقة اموال طائلة ومصوغات ذهبية من اسرتها وتسليمها للمتهمين من أجل سترها
أسرة هذه الفتاة هي جزء أصيل من هذا المجتمع و هذه القضية ليست قضية تلك الاسرة لوحدها وانما هي قضية هذا المجتمع المحافظ بأكمله .. وكلنا عرضة لما وقعت فيه اسرة هذه الفتاة فليس هنالك ما يحمينا من مثل هذه الجرائم التي تعد من الجرائم الصامتة و لو لا فقدان المال لما إلتفتت الاسرة للمفقود الثانوي وهو المال ولكن الفقد الاكبر كان هو ضياع العفة التي سلبت من رصيد أسرتهم وكانت خصماَ من المجتمع .. و كما ان الفتاة ليست ضحية كما ساقتنا إلى ذلك احداث هذه القصة حسب نتائج التحري .. فيجب على القانون ان ينظر إليها من خلال قالب الجريمة وهي شريكة اصيلة في صناعة هذه الاحداث إذ تعتبر بطلة هذه القصة و لو انها لم تسمح بتسليم نفسها إلى هؤلاء الشباب لما كانت هنالك جريمة في الاصل ليبحث فيها القانون ، و الذي كان بحثه فقط عن المال المسروق من منزل تلك الأسرة وغفل عن ما هو أقيم من المال و هو (الشرف الذي تم به التهديد بفضحه وضياع العفة) وذلك بتفريطنا في تربيتنا لأبنائنا و إنشغال المجتمع بالمعايش التي تركت معظم افرادة يكدون ليلاَ ونهاراَ خلف طلب الارزاق الحلال ليقع ابنائه في الحرام الذي جعل مثل تلك الفتاة أو غيرها بالتراخي في الحفاظ على ما هو اقيم من كل اموال هذه الفانية، وذلك بتقديم تلك الفتاة او غيرها لعفتهم في اطباق من ذهب إلى أولئك الفتية و الذين هم كذلك من ضحايا تربينا الفاسدة التي إنحرفت عن مسارها القويم بإنشغال الاباء والأسر عموماَ عنهم فسمح ذلك التراخي في التربية في دخولهم إلى عالم الجريمة و المخدرات التي إنتشرت في الآونة الأخيرة بصورة مخيفة ومريبة واصبحت في متناول أيدي الجميع و منهم هؤلاء الصبية ، إذ اصبحت المخدرات وحبوب الهلوسة تأتيهم إلى اماكنهم بدون ان يسعوا إليها و الذين أصبحوا صيداً ثميناً للمجرمين الذين يرصدونهم و يرسمون لهم مثل هذه الخطط التي يستفيدون منها في جني الاموال الحرام عبر صناعة الإبتزاز الذي كان ضحيته اسرة هذه الفتاة التي شاركت في هذه الجريمة بتنازلها الذي دعى إلي تصويرها و من ثم تم إبتزازها بتلك الصور التي قادت إلي هذه الجريمة
وكما يجب علينا ألا نغفل عن أولئك الصبية الذين أوقعتهم تلك الفتاة في عشقها او العكس .. بإعتبار انهم من قام بإرتكاب هذه الجريمة و لكن يجب ألا ننسى انهم أولادنا ، و هم جزء من هذا المجتمع ، و يمكن ان يكون ما قاموا به يقع أيضاً تحت طائلة إبتزاز آخر اكبر منهم حجماً من اجل حصولهم علي المخدارات التي جعلتهم طغمة سائغة في ايدي عصابات المخدرات التي إستمرات الجريمة و لا يردعها دين او قانون و التي من الممكن ان ترسم لهم مثل هذه الخطط الإبتزازية التي يتم بها دفعهم إلى هكذا جريمة نظير إستمرار مدهم بالمخدرات فيقعوا ضحايا في مثل هكذا جرائم
إنها جريمة بشعة وغير أخلاقية أضافت بها الشرطة إنجازاَ جديداً يحتسب لها في رصيدها بتمكنها من ضبط الجناةو بحوزتهم جزء من المسروقات وقد قامت بتقييد بلاغ فى مواجهتهم تحت المواد 176/21 من القانون الجنائي (الابتزاز والاشتراك الجنائي) وسجل الجناة اعترافات قضائية بارتكابهم لهذه الجريمة التي يعتبر ما قاد إليها جريمة اكبر منها و لكن المتهم الأساسي هو المجتمع الذي إنشغل عن دوره في تربية الأبناء و ترك لهم الحبل على القارب ليواجهوا مصيرهم المجهول حسب ما يقودهم إلى ذلك اهوائهم وغرائزهم ليقعوا جميعاً في جرائم غريبة على مجتمعنا فيكون الجناني والضحية هم ضحايا تقصيرنا تجاه ابنائنا فكلنا ضحايا كما قال الشاعر : (القاتل والمقتول منا و الضحية) .. فكلنا عرضة للوقوع في مثل هذه الجريمة فالفتاة هي بنتنا والشباب هم ابنائنا ونحن من قصرنا في حقهم التوعوي فسلكوا ما قادهم له الشيطان فهل يمكن ان توقظنا هذه القصة من غفلتنا و ثباتنا العميق لنصحح تقصيرنا ، فهل من مجيب