في هذه الأيام تتقاطع ردود الافعال حسب الأمزجة السياسية التي في أغلبها تحركها العواطف السلبية تجاه بعض الدول العربية وذلك حسب الإلتقاءات او الإختلافات الأيدلوجية التي يتحكم فيها المزاج العام و التي يكون دافعها الأكبر نابع من الأفكار التي تنشأ من الإشاعات التراكمية التي يسهل بثها وتصديقها في مثل هذه الظروف ، و لا شك أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد نالت حظوتها من الشيطنة التي تفنن فيها البعض بإلصاق الكثير من الإدعاءات التي ليس لها أساس من الصحة و لكن من كثرة التكرار لذات الإدعاءات قد خال إلى الكثيرين أن ذلك هو الحق المبين من قبل الذين سوقوا لها بحجج واهية لا تمت إلى الحقيقة بصلة لا من قريب أو بعيد وذلك لشيئ في نفس يعقوب
الإمارات دولة تمارس الشفافية في كل مواقفها مع الآخرين وسياستها الخارجية واضحة و صريحة و منفتحة ، و لهذا نجدها تقف موقف واحد و ثابت لم تقم بالتراخي عنه أو إخفائه من أحد وهو موقفها المعلوم ضد تمدد الإسلام السياسي إلي أرضها ، و لهذا نجدها دائماً تقوم بكافة التحوطات التي تمنع وتحد من ذلك .. وكما إنها لم تصل إلى هذا الموقف إلا بعد تأكدها التام عبر التجارب المتأنية التي أحدثت لها بعض الفتن الداخلية التي قامت بوأدها في مكامنها ولهذا زادت من تحوطها ضد خطورة هذا المد الذي بدأ يتسلل إليها خلسة من بعض الدول العربية منها مصر والسودان والأردن ، و خلاف ذلك ليس لها أية خلاف مع أحد فهي دولة تعتبر محطة من محطات الخير وينبوع من ينابيع العطاء واهلها رسل خير و محبة و سلام ، و ترتسم على وجوههم ملامح الإنسانية الخالصة و العطاء ، و كما هي وطن للتسامح والتعايش والسلام ولذلك كانت محط إعجاب و إحترام كل الشعوب التي تحمل هذا الفهم و التقدير لهذه القيم النبيلة و لهذا اصبحت تنال إحترام كافة شعوب العالم
ولهذا يجب ان يكون معلوماً إلى كل الذين يعتقدون خلاف الواقع ، أن دولة الإمارات ليست في حاجة ملحة تتهافت من أجلها إلى الإستثمار في السودان ، وكما ليس هنالك أمر يجبرها من باب الطمع في ان تستثمر في إدارة خدمات ميناء بورتسودان كما يروج بذلك البعض الذين ملأوا صفحات الأسافير بهذه الطرهات التي قامت علي عناصر الإشاعة والكذب المضلل .. و خصوصاَ أن الدخل المتوقع من أرباح إدارة هذه الميناء خلال عشرات السنوات انفقته هذه الدولة حباً وكرامة وعطاءً من القلب و إلى القلب في عام واحد فقط من اجل المساهمة لإستقرار الوضع في السودان وما زال بابها مفتوحاَ على مصرعيه من أجل الدعم الذي يؤسس إلى الإستقرار في السودان
فكان من الواجب علينا ان نكن لها وافر الإحترام و خالص التقدير في ما بذلته من أجل السودان و عدم الزج بأنفسنا و التدخل في شأنها الداخلي او علاقاتها و سياساتها مع بقية شعوب و دول العالم ، فهي دولة ذات سيادة ، و لها ما شاءت ان تقيم من مقاربات و علاقات وفق مصالحها ورؤيتها السياسية الخاصة بها و التي تتطلع إليها .. و كما يجب علينا ان نحترم خصوصيتها . و ننظر إليها فقط من خلال مواقفها الأخوية الجميلة مع بلدنا
فهي تعد من أهم أعمدة العطاء في العالم و من أكبر محطات الخير الذي برعت فيه وتفننت به في مجال العمل الإنساني علي الصعيد الرسمي و الشعبي ، إذ اصبح العطاء يعدّ من ركائز ثقافتها المجتمعية التي اصبحت تجري في دماء شعبها الذين توارثوا هذه القيم النبيلة من مؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان نسأل الله له ألف رحمه منه تعالى تنزل عليه في أعالي فراديس الجنان ، والذي غرس فيهم حب العطاء وزمام المبادرة لأعمال الخير التي تم تأسيسها على أسس إنسانية متشبعة بالنبل والكرم الفياض و العطاء
فدائماً إحساس شعب الإمارات معنا كإحساس الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضوء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى فلم يتأخروا عنا لحظة واحدة حتى نقوم بندائهم لنجدتنا في كل المواقف التي تستدعى تدخل إنسانيتهم تجاه شعبنا .. فكانت هي الإمارات أولاً و أخيراً و دائماً هي الأقرب والأسرع في عطائها لنا منذ بداية هذه الثورة ومروراً بجائحة كرونا التي قدمت فيها للشعب السوداني مئات الأطنان من المستلزمات الطبية و الغذائية والمساعدات عبر جسورها الجوية التي مازالت حاضرة بها معنا لتقاسمنا آلامنا في هذه المحنة و الكارثة الطبيعية المدمرة بسبب فيضان النيل ولسان حالنا يقول لهم شكراً جميلاً إليكم آل دار زايد الخير حكومةً وشعباً على مواقفكم البيضاء معنا و التي سوف يخلدها التاريخ عنكم على اروع صفحاته بأحرف من نور لكي يتعلم منها أجيالنا في المستقبل معاني حب الخير والعطاء و الإنفاق .. و كما لا يفوتني أن أرفع أسمى آيات الشكر الخاص و الخالص مع التقدير الذي يليق بسعادة السفير حمد محمد الجنيبي الذي يشكل دائماً مع شعبنا حضوراً جميلاً و أنيقاً بقلبه قبل جسده في كل المواقف التي تستدعى ان يتوثق له التاريخ فيها أنه رجل مواقف إنسانية رائعة