لأجل الكلمة – مسيرات الإنقاذ – لينا يعقوب
يبدو أن أنصار النظام السابق لديهم مشكلة ما في استيعاب الراهن السياسي.
يتضح أن لديهم خلطا كبيرا بين انتقاد الحكومة الحالية أو الرغبة في استبدالها، وبين قبول عودتهم إلى المشهد لممارسة نشاطهم السياسي.
مسيرات أسر النظام التي تُطالب بالعدالة، عادلة ومقبولة، والوقفات الاحتجاجية المُعبرة عن موقف هو حق الحرية.
لكن تسييرهم مسيرة سياسية بغرض إسقاط النظام وتفويض الجيش تدلل أن لا أمل في تغير أهل الإنقاذ..!
الفكرة لا تتمثل في عدم صبرهم على صعوبة عام واحد من شظف العيش بينما عانى الأغلبية من حكم 30 عاماً، ولا أيضاً برغبتهم الفطرية في الاقتراب من السطة والدوران حولها، ولا لوجود فرق شاسع بين من نادوا بالمدنية والذين يدعون إلى العسكرية، إنما لأن على أعينهم غشاوة، لا يرون أن أغلبية الشعب لا تطيق عودتهم، وأن فشل الحكومة الانتقالية أخف عليهم من عودة “الإنقاذ”.
كانت الفترة الانتقالية فرصة ذهبية لأهل الإنقاذ بإعادة ترتيب أوراقهم المبعثرة، ومراجعة أخطائهم الفادحة، وإجراءت إصلاحات جوهرية في سياستهم وشعاراتهم وأدائهم وعملهم وممارساتهم التي خصمت ولم تُضف..
عدد أعضاء المؤتمر الوطني حينما كان في السلطة لم يكن قليلاً، لكن يبدو أن الكرسي يجمعهم ويفرقهم..
حتى محاكمات رموز النظام السابق في المحكمة لا يظهر فيها إلا قلة من أهل الإنقاذ، فاختفت كواردهم الطلابية والوسيطة التي كانت تهلل وتكبر وقت القوة..
يجب أن لا تكون قيمة الوفاء في السلطة، إنما لحظات الضعف والبأسِ والشدة..!
تعبير أعضاء الوطني وأهل الإنقاذ عن سخطهم من الحكومة واستهزائهم بها قولاً وعبر “الكيبوردات” أوفق لهم وأفضل، أما ما يفعله بعضهم بتنظيم مسيرات هزيلة، فهو مؤشر كبير بأن التاريخ تجاوزهم إلى غير رجعة..
إن كانوا يرغبون بالعكننة وزيادة الهوة بينهم والآخرين، فليسيروا مظاهراتهم التي لا تضر ولا تنفع على أرض الواقع، أما إن كانوا يأملون في مستقبل لكيانهم بعد سنوات، فليبتعدوا عن الأنظار خلال الفترة الانتقالية..!