الخرطوم : صديق رمضان
تفاجأ الشارع السوداني بتوقيع إعلان المبادئ بين رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك؛ وقائد الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز الحلو؛ بعد ان تمنع الاخير في جوبا ،وهذه الخطوة التي تباينت حولها الاراء كشفت عن عميق العلاقة التي تجمع بين الرجلين والتي تعود إلى اكثر من خمس وأربعون عاما مضت.
فرئيس الوزراء وحينما كان طالبا بجامعة الخرطوم في خواتيم سبعينيات القرن الماضي كان من الذين نالوا شرف تأسيس رابطة طلاب جنوب كردفان؛ ووقتها كان في السنة الأولى وتولى المناضل الراحل يوسف كوة مكي رئاسة الرابطة وكان بجانبه القائد عبدالعزيز الحلو الذي درس ايضا في جامعة الخرطوم ،ونظمت الرابطة وقتها أول معسكر في العام 1977؛ ونجحت في تحقيق انجاز حقيقي يتمثل في بناء مدرسة في ريف المنطقة؛ إضافة إلى تنظيم سلسلة من الانشطة والبرامج الخدمية والتوعوية، يقول رئيس الوزراء عن تلك الفترة : كانت الرابطة مثل غيرها تعبر عن المنطقة وليس القبيلة وقد اعتدنا في تلك الفترة على نسب اصدقاءنا إلى مناطقهم ولم نكن نهتم بقبائلهم، وماطرأ الان على المجتمع من مواجهات قبلية أمرا غير مألوف في الإرث السوداني وان الاحتماء خلف لافتة صغيرة إثنية او قبلية يهدد السلام الاجتماعي بالبلاد ويقدح في بناء الوحدة الوطنية.
وهذه العلاقة القديمة تفسر الاحترام المتبادل بين الرجلين ،فقد زار حمدوك كاودا لتجسير الهوة بين زميله في رابطة طلاب جنوب كردفان والخرطوم التي ظل يحاربها لعقود ،وذات العلاقة قادتهما امس لتوقيع اتفاق اعلان مبادئ باديس ابابا.