الخرطوم : صديق رمضان
يبدو أن رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك؛ ميالا إلى انتهاج مبدأ التسامح والتصالح وتجاوز مرارات الماضي لبناء وطن جديد مع الوضع في الاعتبار محاسبة من اجرموا بحق المواطن، وهذه القناعة جاءت كما يشير إلى العلاقات المباشرة التي جمعته بعدد من قادة القارة الافريقية ومنهم نيسلسون مانديلا.
ويقول في هذا الصدد لمجلة الامانة التي يصدرها مجلس الوزراء: العلاقة المباشرة والحميمية مع زعماء افريقيا وقادة التحرر الوطني تعتبر من اكبر المكاسب الشخصية كرصيد سياسي من المعرفة وتحليل وتلمس التجارب عن قرب والتعرف على سلوكهم السياسي ومنهج التفكير، واتيح لي خلال تلك الفترة التواصل عن قرب مع السيد ثامبو امبيكي والتعرف أكثر على شخصية مانديلا صاحب المعجزة الاخلاقية بعد ان ظل في السجن 27 عاما ليخرج بهذا القدر من التسامح ، وهذا مايجب ان نقتبس منه منهج العلاقات السياسية والانسانية لنتحلى بمثل هذا الخلق الرفيع؛ فمهما حدث في بلادنا من تجاوزات وانتهاك للحقوق فلن يصل إلى ذلك الذي حدث في جنوب افريقيا، وواجب اهل السياسية في السودان ان يصطفوا لبناء سودان جديد يتجاوز مرارات الماضي وجراحات التاريخ بالصفح والسماح الذي يسع الجميع.
وعن تفاصيل لقاءه بالدكتور جون قرن الزعيم الجنوب سوداني الراحل يقول الدكتور حمدوك: التقيت به أول مرة في العام 1996 في جلسة ثنائية كنت اتوقع ان تكون نحو عشرة دقائق فاستمرت لثلاث ساعات من الخامسة إلى الثامنة مساء وبعدها انضم الينا اخرون ،فاستمر اللقاء لما بعد منتصف الليل وتبين لي ذلك اليوم انه شخصية مدهشة واستمرت العلاقة بيننا الي ان فارق الحياة.