أختفاء غامض لعضو بمجلس السيادة السوداني
تقرير : صديق رمضان
في فترته الأولى عقب اختياره عضوا بالمجلس السيادي في النصف الثاني من العام الماضي؛ كان مولانا حسن شيخ ادريس بدأ عليه الاهتمام بملف شرق السودان الذي تنحدر اصوله منه ،ورغم الاصوات التي أكدت رفضها لتعيينه الا انه تمكن بفضل الهدوء الذي يميزه والحكمة التي يتعامل بها من ان يحتوي كل مكونات الاقليم الذي ظل مضطربا منذ سقوط نظام الانقاذ؛ وبرزت امكانيات رجل القانون في اجادته ادارة هذا الملف لينجح في اقناع الكثير من اهل الشرق بامكانياته التي تؤهله لان يلعب ادوار مؤثرة في مسار الاقليم ،حيث اتصف بالحيادية وانتهاج سياسة حل الخلافات عبر الحوار.
غير ان شيخ ادريس وبعد حراك واضح ومؤثر في ملف الشرق توارى عن الانظار خلال هذا العام الذي شهد احداثا كبيرة وضعت الاقليم على حافة الانزلاق في هاوية الحرب الأهلية؛ وهو الأمر الذي ترك أكثر من علامة استفهام من واقع ان الرجل وبخلاف الاحترام الذي يحظى به والخبرة التي اكتسبها في التعامل مع قضايا الشرق فانه على درجة عالية من التأهيل فقد تخرج من كلية القانون بجامعة الخرطوم ،في العام 1972 ،وتولى عدد من المناصب منها مستشارا قانونيا لبنك السودان لاكثر من عشرة اعوام قبل اربعين عاما، ووكيلا لنيابة كسلا ومستشارا قانونيا للمحافظ والمجلس الشعبي التنفيذي في الفترة من 1978 الي 1981 ،ثم محاميا بمكتب الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة بدولة البحرين في الفترة من 1983 الي 1986 ،وفي فترة الديمقراطية الثالثة تم انتخابه عضوا بالجمعية التأسيسية نائبا عن الدائرة 190 كسلا الغربية ثم تم تعيينه وزيرا للاسكان والاشغال العامة حتى انقلاب الانقاذ في العام 1989 ،ليغادر السودان إلى سلطنة عمان ملتحقا بالعمل بوزارة العدل مستشارا قانونيا من العام 1996 الي 2006،وبعد ان عاد تفرغ لاعماله الخاصة.
وحينما دفع به حزب الامة الذي يعتبر من ابرز قادته بالاقليم المعروف بالانتماء لطائفة الختمية كان يسعى إلى تعزيز مكانة الحزب بالشرق؛ غير ان مولانا حسن شيخ ادريس المقل في الظهور الاعلاني لم تظهر له بصمات في هذا الملف الا عند الصراعات الأولى بين النوبة والبني عامر بمدينة بورتسودان في العام الماضي،وبعد ذلك شهد الشرق احداثا جساما بالقضارف،حلفا ،خشم القربة،كسلا وبورتسودان ورغم ذلك فان مولانا حسن قاضي لم يظهر على ارض الواقع بالاقليم لنزع فتيل الازمات المتلاحقة ،واخيرا شهدت كسلا مواجهات دامية وتباين حاد في الاراء بين عدد من المكونات حول تعيين صالح عمار واليا وايضا لم يظهر قاضي وهو الامر الذي جعل البعض يشير إلى ان الرجل اراد الظهور بمظهر المسئول القومي الذي يرفض الانكفاء على قضايا الاقليم الذي ينحدر منه،غير ان اخرين ينظرون إلى غيابه من ملف الشرق من زاوية قاتمة ويعتبرون ان الرجل فشل في خدمة اهله وانه بذلك يبدو غير جديرا بتمثيلهم في المجلس السيادي،وبين هذا الرأي وذلك سعى موقع (النورس نيوز) الوصول إلى الرجل لاستنطاقه حول اسباب ابتعاده عن ملف الشرق غير ان كل هواتفه لاتستجيب ،ليظل مولانا حسن شيخ ادريس عضو المجلس السيادي حاضر في المستندات رسميا وغائب فعليا عن الواقع بالشرق.