كلام صريح _ لايف هبة _ سمية سيد
ظهرت وزيرة المالية تحت التكليف هبة محمد علي في مقطع فديو (لايف) تحدثت فيه للشعب عن خطة الحكومة الاقتصادية، وكيفية الخروج من الوضع المأزوم.
هبة لم تقف عند حد مدة تكليف الحكومة المنتهية مع نهاية الفترة الانتقالية، بل قدمت خطة طموحة تصلح أن تكون خطة عشرية أو كما كان يسميها النظام البائد ..الاستراتيجية العشرية..
تحدثت السيدة الوزيرة عن سبع أولويات لحكومة د.عبد الله حمدوك فكانت أي واحدة منها عبارة عن خطة متوسطة أو طويلة الأجل، وغابت عنها الحلول العاجلة لإيقاف صفوف الخبز، البنزين، وتوفير الدواء لمرضى يموتون يومياً بالسرطان والفشل الكلوي .
صحيح أن الوزيرة قالت إن الأولوية الأولى لوزارتها هي معاش الناس، لكنها لم تشرح لنا كيفية معالجة مشكلة معاش الناس التي تتفاقم بمرور دقائق عقارب الساعة .
لا أحد ينكر أن وزيرة المالية في موقف صعب جداً جراء ما وجدته من حال (مايل) ووضع اقتصادي منهار جداً .. وغضبة الناس الآن في طريقة إدارة الحكومة الانتقالية لمعالجة الحال المايل، والدروب الخطأ التي سلكتها، فأوردت البلاد مورد المهالك، وزادت السوء.
قالت الوزيرة إن الأولوية الأولى والخاصة بمعاش الناس ستظهر نتائجها بصورة سريعة ومباشرة، لكن منذ إطلاق الفديو عبر منصات التواصل الاجتماعي لنحو أسبوع من الآن لم نر طحناً، سوى المزيد من المعاناة ..في اليوم التالي مباشرة مد الدولار لسانه و قفز متجاوزا سقف المائتين جنيه، أما السلع فمثلا قفز جوال السكر من 4 آلاف إلى 5 آلاف في أقل من 24 ساعة خذ مثلا نماذج من أولويات هبة ..
تعظيم الإيرادات وخفض الإنفاق الحكومي ..بناء أرصدة من النقد الأجنبي. . مجانية الصحة والتعليم..القضاء على التهميش وبرامج لعودة النازحين مع تحقيق السلام الشامل..الإنتاج والإنتاجية، وفتح فرص عمل للشابات والشباب ..تحقيق الكفاية الذاتية والموارد المهدرة ..تعمير المشاريع الزراعية خاصة مشروع الجزيرة .. التركيز على دعم الصناعات الوطنية ..الإصلاح المؤسسي والتخلص من البيروقراطية، الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد الوطني وإزالة التشوهات على مستوى الاقتصاد الكلي، السيطرة على التضخم والتحكم في أدوات رفع قيمة الجنيه بما يؤثر على سعر صرف مرن جاذب ومستقر ..تشجيع الاستثمار الوطني والأجنبي. وجذب أموال السودانيين العاملين بالخارج ..توسيع شبكة السكة حديد وربطها اقليمياً، وتعمير ميناء بورتسودان بحيث يصبح النافذة الوحيدة للدول المغلقة كجنوب السودان وإثيوبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى .
أصابت الوزيرة كبد الحقيقة في بداية حديثها المباشر، عندما قالت (إن حل مشاكل بلدنا موجود في داخل بلدنا) لكن هذا الكلام لا يمثل برنامجاً تنفيذياً لحل مشاكل بلدنا .
فمن أي كتاب ياترى كانت تقرأ الوزيرة هبة برنامج الحكومة التي تبقت لها عدة أشهر؟