مدني:صديق رمضان
بدأ الشاب نادر ابوبكر رئيس اللجنة الاعلامية لمؤتمر الكنابي الذي شهدته قاعة قصر الثقافة اليوم بمدني، سعيدا وثائرًا ومتأثرًا بالاجواء العامة في البلاد التي شهدت تغييرًا في ابريل من العام الماضي، افضى بانهاء عهد حكم الاسلاميين ،فقال وهو يغالب دموعه:”لولا الثورة والشهداء لما تمكنا من عرض قضيتنا في هذه القاعة”.
وقضية الكنابي بولاية الجزيرة، وكما إشار القيادي بلجان المقاومة السودانية مجدي يوسف الذي حضر من العاصمة لحضور المؤتمر ،تعتبر قضية حقوق في المقام الأول ،لافتا الى ان الانقاذ سعت الى زرع بذور الشقاق بين سكان القرى والكنابي لتحقيق اجندة سياسية لا علاقة لها بالوطن، مبديا حسرته على واقع الخدمات في الكنابي التي لم يكتفي بالمطالبة بتغيير اسمها بل بانصاف اهلها الذين اكد على انهم لعبوا دورا كبيرا في مشروع الجزيرة ،ويقول انهم شركاء في الولاية .
وماجرى على لسان ممثل لجان المقاومة جهر به عضو تسييرية اتحاد مشروع الجزيرة جاد كريم الرضي، الذي اكد على ان لاهل الكنابي قضية حقيقية وعادلة يجب العمل على حلها، مؤكدا انهم من مكونات الولاية الاساسية التي لها اسهام كبير في المشروع.
اما مدير جامعة الجزيرة البروفسير محمد طه، فقد ابدى حرصهم على تعاونهم الكامل لحل قضية الكنابي عبر منهج علمي بدأت الجامعة في خطواته بتوزيع استبيان يخضع حاليا للتقييم، وقال انه لولا الثورة لما تم فتح ملف مثل هذه القضايا.
وقضية الكنابي بالجزيرة ظلت مثار جدل واهتمام كبير طوال العقود الماضية حيث حرم نظام الانقاذ البائد سكانها من الخدمات حيث تفتقد لابسط مقومات الحياة رغم ان من يقطنون بها يمثلون الايدى العاملة في المشروع كما انهم يمثلوا 49% من تعداد سكان الولاية، ويرفض من يقطن الكنابي النظر اليهم بوصفهم وافدين بل يعتبرون انفسهم اصحاب حقوق ومن مكونات الولاية الاصيلة، وافردت حكومة الثورة اهتماما كبيرا بقضيتهم واوكلت هذا الملف الى عضو مجلس السيادة البروفسير صديق تاور الذي بذل مجهودات كبيرة ينظر اليها سكان الكنابي بتقدير كبير ويحظى الرجل بمكانة كبيرة بولاية الجزيرة التي زارها اكثر من مرة لبحث هذا الملف.
واليوم فان البروفسير صديق تاور ورغم ظروفه التي حالت دون حضوره الا انه ابتعث وفدا رفيع المستوى ممثلا له على رأسه الشاب الثائر المشرف على ملف الاجسام المطلبية بكري حسن ابوحراز، الذي أكد في كلمته انه جزء من اهل الكنابي الذين يعتز بالدراسة مع عدد من ابناءها بقرية ودبهاي ،معتبرا ان البلاد وعقب الثورة تستشرف عهدا جديدا يرتكز بشكل اساسي على العدالة التي تعني حصول المواطن على حقوقه كاملة دون تمييز،لافتا الى ان الذين تصدوا لقضية الكنابي اجادوا عرض ملفها واقنعوا الجميع بعدالتها التي أكد اهتمام الحكومة الانتقالية بها عبر اعلى مستوياتها في مجلسي السيادة والوزراء،مؤكدا عرض ومتابعة كل توصيات المؤتمر باعتبارها حقوق يجب ان يحصل عليها اهلها.
اما امين عام حكومة ولاية الجزيرة عثمان عابدين، فقد اشار الى ان والي الجزيرة يفرد اهتماما كبيرا بملف الكنابي ،منوها الى ان هذه القضية تؤكد فشل كل الانظمة المتعاقبة على حكم البلاد في ادارة التنوع ،معتبرا ان الثورة فرصة مواتية لمعالجة كل اخطاء الماضي في ظل
الدولة المدنية التي اكد انها ترتكز على حقوق المواطنة ،معتبرا ان هذا هو التحدي الاكبر الذي يواجه الحكومة المدنية عطفا على اجادة ادارة التنوع ليكون مصدر ثراء وقوة ،وقال ان قضية الكنابي ترتكز على الارض والخدمات وان المطلوب توفير اسباب الاستقرار لاهلها،مؤكدا ان تطور المشروع رهين بتطورهم وان تقدمهم يمر عبر عودة المشروع لسابق عهده.
وجسد مؤتمر الكنابي الذي شهدته حاضرة ولاية الجزيرة اليوم مبادئ ثورة ديسمبر التي تحض على العدالة وحقوق المواطنة ،وبنهاية المؤتمر بدأ اهل الكنابي سعداء باهتمام الحكومة مركزيا وولائيا بقضيتهم التي وقياسا على معطيات الواقع فانها وبعد تسعة عقود في طريقها للحل النهائي.