الوالي رقم 17 ..جنرال في مهمة عسيرة
تقرير أخباري : صديق رمضان
في العام 2011 وحينما تم تعيين الفقيد حماد اسماعيل، واليا على جنوب دارفور فان الولاية المليونية بدأت غير مرحبه بالرجل الورع ليس لضعف كفاءته ولكن لان سلفه عبدالحميد موسى كاشا، كان يتمتع بشعبية كبيرة لنجاحه في عدد من الملفات ومنها استتباب الأمن الذي كان هاجسا للمواطن الدارفوري، في تلك الفترة الحرجة من عمر الاقليم الغربي، وبعد ان جرت كثير من المياه تحت الجسر وبات نظام الانقاذ صفحة من الماضي، فان ذات السيناريو وبعد مرور تسعة اعوام تجسد على ارض الواقع حينما اعلنت في السابع والعشرين من يوليو المنصرم مكونات بقوي الحرية والتغيير بجنوب دارفور رفضها لتعيين الوالي موسى مهدي اسحق، واكدت وقتها عدم التعاون معه ،غير انه وبعد مرور شهر فان الجنرال نجح نسبيا في تجسير الهوة بينه والحاضنة السياسية لحكومته.
الحكمة والحوار
حينما هبطت الطائرة التي تقله بمطار نيالا لاستلام مهامه فان ضابط الشرطة المتقاعد كان يدرك ان مهمته لن تكون ميسورة وان طريقه تعتريه الكثير من المطبات والتحديات، ابرزها القطيعة المبكرة بينه وقوى الحرية والتغيير بالولاية التي رفضت تعيينه لجهة انه لم يكن من ضمن المرشحين الذين دفعت بهم إلى المركز لاختيار احدهم، وحتى يتجاوز هذا المطب فانه اختار منهج اهله في عد الفرسان الذين اشتهروا بالحكمة والجنوح إلى حل النزاعات والخلافات عبر الحوار، وبالفعل فان سياسته هذه نجحت في تجسير الهوة بينه وعدد كبير من مكونات الحرية والتغيير رغم وجود تيارات ماتزال متمسكه بموقفها الرافض للتعامل معه .
رجل محايد
يقول الشاب محمد ادم الذي شارك في الثورة التي اطاحت بنظام الاسلاميين، إن الوإلى موسى مهدي سعى خلال فترته القصيرة إلى مد يده إلى كل مكونات الولاية لادراكه التأم بتقاطعات جنوب دارفور الاجتماعية والسياسية، ويشير في حديث لـ(النورس نيوز) إلى ان سياسته هذه احدثت اختراق على جدار ازمات الولاية فقد ظهر بمظهر الرجل المحايد الذي يقف في المنتصف،واردف:”هذا امر جيد اذا مضي على هديه يمكنه ان يحقق نجاحات بالولاية”.
الوضع الامني
وعبور الوالي رقم 17 لجنوب دارفور لمطب الحرية والتغيير نسبيا لا يعني ان طريقه بات مفروشا بالورود فثمة تحديات حقيقية تبدو في انتظاره وابرزها بطبيعة الحال الوضع الامني في الولاية الثانية من حيث الكثافة السكانية بعد العاصمة الخرطوم والتي ظلت ساحة لتفلتات الخارجين عن القانون الذين امتهنوا السلب والنهب، وهؤلاء وطوال العقد الماضي ظلوا بمثابة الخطر الحقيقي ليس لتعديهم على ممتلكات وارواح المواطنين بل تسببهم في جر القبائل إلى اقتتال عنيف اودى بحياة المئات بجنوب دارفور،ورغم ان الاوضاع الامنية بالولاية تشهد استقرار امني جيد على اثر جهود القوات المشتركة وتحركات الدعم السريع الايجابية الا ان المفاجأت غير السارة في جنوب دارفور يمكن ان تحدث في اي لحظة وبدون مقدمات وهذا يلقي باعباء كبيرة على الجنرال الذي يعلم جيدا ان التفلت الامني والاقتتال القبلي من الثغرات التي ينفذ عبرها الشر.
معاناة وازمات
وبخلاف ذلك فان رجل الاعمال الذي بات واليا لجنوب دارفور يدرك جيدا مدى معاناة اهل الولاية المعيشية خاصة على صعيد الخبز والوقود، إضافة إلى ازمة مزمنة في الكهرباء ،وهذا يعني ان ممارسته للاستمثار والتجارة وخضوعه لدورات تدريبية في الاقتصاد تمثل ارضية جيدة له لعبور هذه الازمات الخانقة التي يعتبر حلها العاجل بدعم المركز طريقه إلى اقناع كل اهل الولاية بان اختياره كان موفقا.
بطء اداء
يقول المحلل السياسي الحسين اسماعيل ابوجنة، إن الوالي موسى مهدي تقع عليه اعباء جسيمة لتغيير واقع الولاية الكالح،ويشير ابوجنة في حديث لـ(النورس نيوز) إلى ان اداء الوالي خلال الشهر الذي انصرم من فترة تعيينه اتسم بالبطء غير انه والحديث لابوجنة يسير في الاتجاه الصحيح ،وقال إن محاولاته استيعاب كافة مكونات الولاية امر يحسب له ومن شأنه يمهد له الطريق لاقالة عثرة اكثر ولايات البلاد ترديا في الخدمات وافتقادا للتنمية.