هيبة الدولة وبسط السلطان يأتى بعد إقامة العدل مباشرة فى ميزان الدولة ولا يصلح الحكم أو السلطان من دون أن تكون هناك هيبة للسلطان وهيبة ومهابة للحكم ومن ثم تتم عملية بسط سلطان الدولة بقوة القانون وإذا أراد الله أن ينزع الحكم من سلطان أو حاكم فإنه ينزع منه ثوب هيبة الحاكم ويبدو فى نظر رعيته لا شئ وعطفاً على ما ذكرت فإننا نلاحظ أن هيبة السلطان قد نزعت من الحكومة الإنتقالية أو أنها ولدت من غير هيبة ولدت (أم فكو) ربى كما خلقتنى ولا يوجد عندها ما توارى به سوأتها أمام المواطن ولا تستحى من إظهار ضعفها
عجزت الحكومة الإنتقالية فى فرض هيبتها فى ضبط إيقاع السوق وأتاحت مساحات كبيرة لسيطرة التجار والسماسرة على مقاليد الأمور بالأسواق فأصبح صوتهم أعلى من صوت الحكومة بل أصبحوا دولة داخل دولة يفعلون ما يشاؤون وأذاقوا المواطن شتى أنواع المهانة ويخرج علينا أى مسؤول ويردد كالببغاء نحن نشعر بمعاناة الشعب ونقدرها ونحن على ثقة بأننا سنعبر وسننتصر ليتكم عبرتم إلى الجحيم تشيعكم لعنات المواطن المغلوب على أمره كما عجزت هذه الحكومة فى بسط سيادة الدولة لتقوم بواجباتها تجاه المواطن مثلها مثل الحكومات المحترمة أو غير المحترمة الحكومات التى تحفظ كرامة المواطن وتقوم بواجباتها فى الحد الأدنى وتعدها خط أحمر يرتقى لمرتبة ممسكات الأمن القومى والمساس به يعد بمثابة المساس بالأمن القومى
ولا يستطيع العقل البشرى أن يتصور وجود سلطة من دون هيبة ومن دون سلطات وحكم بلا هيبة لا يساوى بولة أو خراءة أو حتى (فسوة مدنقر) الهيبة تساوى نصف الحكم ولو قرأتم فى سير الصحابة لو كنتم تقراؤون لوجدتم أن المعارضين لعمر بن الخطاب كانوا يطلقون علية الطاغية العادل بالرغم من أن الطغيان والعدل لا يلتقيان على الإطلاق لكن عمر بن الخطاب كان مهاب وفرض هيبته على رعيته فهيبة السلطان لا تشترى مثلما تشترون ربطات العنق أو البدل فهيبة الحكم تفرض فرضا يا هؤلاء
والناظر لمعطيات المشهد الداخلى يشعر بالإحباط ويقر ويعترف بأن هيبة الدولة المتمثلة فى الحكومة الإنتقالية قد تراجعت إلى أدنى درجاتها ونجد أن عقد الأمن قد إنفرط فى مناطق كانت لا تقدم للوطن إلا أطيب النماذج من شعراء وفنانين وأدباء ولايات كانت تعد تاج على هامة الوطن اليوم أصبحت بؤر للنزاعات والصراعات القبلية وأصبح الموت سمبلا هو العنوان الأبرز فى حياة هذه المدن وحياة أهلها وإختفى الود والورد وتحول إلى دموع ودماء وإزهاق أرواح وتبدلت الليالى الثقافية إلى مناحات ومآتم وتحول الأمن إلى هلع وخوف وكل هذا جاء على خلفية غياب هيبة الدولة وبسط سلطة القانون ولا ندرى ماذا تخبئ لنا الأيام من مفاجأت وما هى المنطقة القادمة التى ستشهد صراعات جديدة حتى تلتفت لها الدولة وترسل وفد من المجلس السيادى لأداء واجب العزاء وعقد صلح هش صلح يمهر بدماء الضحايا صلح لا يقدم ولا يؤخر ولا يحترم
نــــــــــص شــــــــوكة
السودان ليس فى حاجة إلى نفير تحت شعار القومة لفرض هيبة الدولة ولم يتبق للمواطن (حِيِلْ) أو قدرة ليفرض هيبة الدولة فقد إنهد حيل المواطن فى برنامج القومة للسودان الذى إختفى كما إختفت هيبة الدولة فى المناطق المأزومة مع العلم أن الهيبة لا تشترى ولا تباع يا أيها السادة الجدد القادمون إلينا بأمر الثورة السودانية المنهوبة
ربــــــــع شــــــــوكــة
(الشعب السودانى يجيب ليكم الهيبة من وين يا حبايبى)
yassir.mahmoud71@gmail.com