(1)
لم يكن شعار التلفزيون القومي، هو السبب في التباعد ما بينه والمشاهد فقرر مقاطعته والبحث عن شاشة اخرى تلك امور انصرافيه لا اظنها تضيف او تخصم للشاشة التي كسى برامجها الغبار فعدم التجديد في الافكار البرامجية وتغيير مسميات البرامج مع ثبات الافكار هو الذي اصاب تلفزيوننا القومي بالبؤس لذا يبقى الحديث عن تغيير شعاره امر ثانوي والاولى هو عمل ورش وخطط تهدف لعودة جمهور المشاهدين الى مشاهدته من جديد في ظل فضاء مفتوح بضغطه زر يمكنك ان تطوف في مئات القنوات وتختار ما تشاء لتشاهده
(2)
منذ سنوات طوال وجميع قنواتنا المحلية فشلت في ابتكار قوالب برامجية جديدة وجاذبة فظل الاستسهال في ملء المساحات في القنوات الفضائية لا يخرج من ضيف قد يكن ثرثار حديثه غير مفيد ومطرب لا بصمة صوتية له واغنيات هشة المفردة فطيرة اللحن وينفض السامر وفي اليوم الثاني ذات المشهد يكرر وهكذا كل تلك الاشياء قادت الى تراجع شعبية التلفزيون القومي فالمشاهد السوداني قبل انفتاحه على قنوات اخرى كان يقبل بما يقدم له من مادة نسبة لانعدام الخيارات واليوم يشاهد قنوات كثيرة ويقارن بين هذا وذاك وفي نهاية الامر كفة قنواتنا لا ترجح عنده
(3)
في تقديري انه من المهم ان تحدث نقلة برامجية حقيقية في التلفزيون القومي يتجاوز عبرها اخطاء الماضي ويكسر القيود التي كبلته لسنوات وجعلت منه اداة اعلامية تخدم مصالح نظام الانقاذ البائد مما افقد الناس الاحساس اتجاه بانه شاشة قومية فكان كلما زكر يعلق البعض بقوله ( ده تلفزيون ناس المؤتمر الوطني ) اذن على لقمان واركان حربه السعي الى تغيير الصور الذهنية التي علقت لدى المشاهد طوال الثلاثين عام الماضية والتغيير يحتاج حتما الى جهد كبير ومضني لكن لو صدقت النوايا وتضافرت الجهود الامر ليس بمستحيل
ranadabokary@gmail.com