9 أحداث تحبس أنفاس الخرطوم
تقرير إخباري : صديق رمضان
من يريد الإستيثاق من حقيقة حدوث تغيير حقيقي في السودان؛ عقب الانتفاضة الشعبية التي اطاحة بالجنرال عمر البشير في ابريل من العام الماضي؛ عليه تصفح أجندة يوميات العاصمة الخرطوم التي شهدت تحديدا يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من اغسطس 9 احداث تبرهن على ان ارض النيلين ورغم الازمة الاقتصادية العاصفة التي تحيط بالمواطن؛ إحاطة السوار بالمعصم بدأت في التعافي من قبضة نظام الاسلاميين الذي استمر لثلاث عقود ودبت في اوصالها الحياة.
ضيوف الأوزان الثقيلة
لأول مرة منذ سنوات طوال تستقبل؛ الخرطوم ضيوف على مستوى رفيع ،فالحركة بمطار الخرطوم بدأت منذ الصباح غير طبيعية؛ وكانت تنبئ بان ارض النيلين تتأهب عبر بوابتها الجوية الأولى لاستقبال شخصيات ذات تأثير عالمي واقليمي ،وبالفعل عند التاسعة صباحا بدأت الطائرات في الهبوط ،لتكون المحصلة النهائية وصول وزير الخارجية الامريكي ،رئيس الوزراء الاثيوبي ووزير الخارجية السعودي،حدث يمكنه وصفه بالاستثنائي ،ثلاثتهم جلسوا إلى قيادة الحكومة الانتقالية وتباحثوا في قضايا متعددة منها ماهو اقليمي وعلى رأسه سد النهضة والعلاقات الثنائية بين السودان واثيوبيا ومنها ماهو دولي وبالتأكيد يتجسد هذا في زيارة وزير الخارجية الامريكي الذي بحث مع رئيس الوزراء ورئيس المجلس السيادي رفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للارهاب والتطبيع مع اسرائيل ورغم انه رسميا وكما هو معلن لم يحصل على مبتغاه خاصة فيما يتعلق بالتطبيع الا ان الحكومة السودانية تركت الباب مواربا حينما اكدت ان مناقشة هذا الامر رهين باستكمال هياكل السلطة الانتقالية ،لينتهي يوم طويل وشاق لقادة الدولة السياسية وللاجهزة الامنية التي تنفست الصعداء بعد ان مضت الاوضاع هادئة دون ان يعكر صفوها حدث امني مفاجئ.
البشير يظهر مجددا
ذات الخرطوم التي كانت تستقبل زوارها بحفاوة فانها مضت في طريق تطبيق العدالة بحق قادة النظام البائد ،ولم تمنع زيارة ضيوف البلاد السلطة القضائية من انعقاد الجلسة الثانية لمحاكمة متهمي انقلاب الثلاثين من يونيو ،وجاءت الجلسة عاصفة كان بطلها القاضي الذي تعامل هذه المرة بصرامة مع هيئة الدفاع ،وايضا مرت احداث المحكمة بسلام وعاد البشير إلى محبسه في وقت كان حمدوك والبرهان يجلسان مع ضيوف البلاد ليتجسد هنا القول الشائع “دنيا دبنقا “.
وقفات احتجاجية.
لم تتوقف الحياة في الخرطوم لزيارة ضيوفها او لمحاكمة الرئيس المخلوع ومن معه بل مارست ذات طقوسها التي دأبت عليها منذ ان أطل فجر الثورة وانبلج فجر الحرية،لم تتوجس الأجهزة الأمنية من الوقفات الاحتجاجية الثلاثة رغم انها في ظاهرة ذات صلة بضيوف البلاد لتتبدى حرية ثورة ديسمبر في أبهى صورها وحزب التحرير ولاية السودان صاحب الايدلوجية الاسلامية يسجل وقفة احتجاجية ضد رئيس الوزراء الامريكي ،وفي ذات التوقيت وقف اهل موقوفي المؤتمر الشعبي بالقرب من القصر الجمهوري امام النائب العام ،فيما شهدت السفارة الاماراتية وقفة احتجاجية بسبب تطبيع الدولة النفطية مع اسرائيل ،ورغم ذلك لم تطلق الشرطة ناحيتهم الغاز المسيل للدموع فقد فرضت ثورة ديسمبر كلمتها وهي تبسط الحرية حتي للإسلاميين وغيرهم.
ترس بري وتوتي
ترس بري يعود ثوار البراري او حراس الثورة الاشداء مضوا على ذات طريق نضالهم الذي بدأ منذ تفجر الثورة ،لم يكترثوا كثيرا بما يدور بالقرب من النيل الازرق حيث القصر الجمهوري ومجلس الوزراء ،واصلوا ذات احتجاجاتهم التي تهدف إلى اكمال ثورة شاركوا في صناعتها بقوة غاياتها ،وكالعادة كان فعلهم الثوري راقيا وسلميا . توتي تصمد غير بعيدا عن وسط الخرطوم الذي كان ضاجا بالحركة فان شباب توتي اعادوا ملحمة الاجداد وهم يجسدوا ذات الملحمة التي خلدها فنانهم المفضل حمد الريح حينما ترسوا البحر اليوم الذي سجل ارتفاع لم تشهده البلاد منذ مائة عاما متخطيا حاجز السبعة عشر مترا.
شائعة حميدتي.
انزعجت الخرطوم الرسمية والشعبية بالشائعة المغرضة التي انطلقت في الاسافير منتصف النهار وهي تشير إلى تعرض نائب رئيس المجلس السيادي إلى حالة تسمم بعاصمة دولة جنوب السودان،وتسببت هذه الشائعة في اثارة الخوف وسط الشارع الذي ورغم تباينه حوله شخصية قائد الدعم السريع الا انه ينظر اليه بوصفه احد القادة الذين تحتاجهم البلاد في المرحلة القادمة ليخرج الرجل مساءا ويكذب هذه الشائعة.
الدولار ينخفض ويعود
من التناقضات التي حملها هذا اليوم الانخفاض المفاجئ للدولار؛ في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء؛ لكنه عاد للصعود في نهاية ذات اليوم؛ وهو امر اثار حيرة المراقبين ،وربما فعل التجار ذلك احتراما لمن يمثل الدولة التي كانت عملها سببا في ثرائهم او اختارت الجهات التي وقفت وراء ارتفاعه المفاجئ خلال اسبوع ان تعيد النظر كرتين بعد ان جاءت مخرجات الزيارة عكس مايتشهي من يريد خنق الحكومة حتى تموت.