همس الحروف _ (من لا يشكر الناس لا يشكر الله … شكراً جزيل د إنتصار صغيرون) _ الباقر عبد القيوم علي
في زحمة هذه الحياة المشبعة بالضخب و الضجيج تضيع كثير من العلامات المهمة و التفاصيل الدقيقة التي تزين وجوه المخلصين و خصوصاَ إذا غاص الجميل الذي قصدناه في دهاليز السياسة و انشغل ببناء ما تم تكليفه به .. و كان هو من يشكل طوق النجاة للكثيرين … و لكن ما يثير الإعجاب والفضول هو ان تجد بعض هؤلاء المسؤولين من يحملون هموم هذا الوطن و هم يبسطون أياديهم البيضاء ويفتحون قلوبهم الخضراء للبسطاء برغم من وعورة الدروب التي يسيرون عليها وخصوصاً إذا كانت الأجواء التي يأدون فيها أعمالهم غير مهيئةً لتقديم أية خدمة
فالعطاء نعمة عظيمة من المعطي و ليس بمقدور أي إنسان ان يكون من هذه الكوكبة التى إختصها الله بقضاء حوائج الناس فحببهم إلى الخير وحبب الخير إليهم .. و لهذا نجد الناس يختلفون في درجات عطائهم و ذلك باختلاف نواياهم ، فهنالك من يعطى و يريد مقابلاً لعطائة ومنهم من يعطي من اجل العطاء فقط و يكون ذلك من اجل إرضاء الله و إنتصاراً لضميره فلا ينتظر من أحد كلمة شكرٍ .. وافضلهم هم المهمومون بقضايا هؤلا البسطاء و لهذا وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بانهم قلة يستمتعون بخدمة من يقصدهم في أية امر وهم يعشقون الخير و خدمة الناس و لهذا كانوا هم الآمنون من عذاب الله في يوم الفزع
فمنهم هذه المرأة الصامتة التي قل ان تتحدث وإذا تحدثت لا تتحدث إلا في ما يجب الحديث عنه و التي سخرت نفسها و جل وقتها من أجل العطاء من أجل النفع العام وهي اول من سعى في هذه الحكومة لتحقيق قيمة و مضمون شعارات الثورة التي نادى بها الشعب وهي رفع الظلم عن كاهل الشعب بتحقيق مبدأ العدالة العامة ورفع الظلم دون ان يطلب أحداً منها ذلك .. إنها الدكتورة إنتصار صغيرون وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي
إنها الوزيرة و الإنسانة و الأم الرؤوم التي لم تغفل عن أصوات طالبات الجامعات حينما صرخن بصمت شديد وصوت مكلوم دون ان يزعجن احد ليستنجدن بها من ذلك الجور الذي وقع عليهن من قبل الصندوق القومي لرعاية الطلاب و الذي كان يحسب عليهن القيمة الإيجارية (2500) جنيه للطالبة في الشهر في الفترة التي لم يكن يستفدن فيها من خدمات هذا السكن خلال فترة جائحة كرونا منذ بداية شهر مارس و حتي تاريخ اليوم و ذلك لانهن إلتزمن بتوجيهات وزير الصحة و اللجنة العليا للطوارئ الصحية و التي كان قرارها قفل الجامعات و إخلاء الدخليات على وجه السرعة و أماكن التجمعات حفاظاً على الصحة العامة
وعليه من منطلق العدالة التي رفعتها الثورة فلقد تقبلت السيدة الوزيرة هذا الطلب وسعت في دراسة الأمر مع إدارة الصندوق و قد خرجت بقرار يحقق أسمى معاني العدالة في زمن بات فيه العدل مفقود .. ولقد صدح هذا القرار بصوت الحق بإعفاء جميع الطلاب والطالبات من القيمة الإيجارية من يوم 9 مارس وحتى تاريخ 31 أغسطس 2020 م .. لتدخل بذلك الفرحة إلى كثير من الأسر التي كانت عاجزة تماماً عن تلبية هذا الإلتزام الذي كان يكتنفه الظلم البواح
ومن منطلق من لا يشكر الناس لا يشكر الله فإني أتقدم لهذه الإنسانة العظيمة و المتشبعة بالإنسانية الجميلة سعةً والمخلصة التي تتفانى في ادق تفاصيل أداء وظيفتها إخلاصاً وذلك بمهنية عالية (الدكتورة إنتصار صغيرون) بجزيل الشكر و وافر التقدير أصالة عن نفسي و أسرة صحيفة الوطن و نيابة عن جميع أولياء الامور الذين تم رفع الظلم عن كاهلهم بهذا القرار المليئ بأعلى درجات العدالة .. وهذا ما كنا نرجوه من هذه الثورة التي كان واجباً عليها أن تنتصر للضعفاء عبر الصادقين الذين وهبوا جل حياتهم و عزيز وقتهم لنصرة هذا الوطن و شعبه الجميل.. فشكراً جميلاً بليق بك : د إنتصار صغيرون