الخرطوم : ادم محمد أحمد
وعندما بدأ الليل يبسط ثوبه على الافق، ايذاناً بليلة جديدة، يخلد معها الناس للنوم، وربما لا يدرون ما يحدث ، حينها توقفت سيارة بوكس “كاب واحد” امام منزل نائب الرئيس السابق حسبو محمد عبدالرحمن، بحي المعمورة، والذي خرج قبل ساعات قليلة من المعتقل الذي مكث فيه حوالي عام، دون توجيه اتهام صريح له ولآخرين..السيارة على متنها 7 اشخاص بزي مدني، طرقوا الباب الذي يجلس بجواره حرس وهو الاخر بزي مدني، مسؤول عن تأمين المنزل، قال نجل حسبو “احمد حسبو” في تصريح لموقع النورس نيوز، إن المجموعة مجهولة وان التحريات تجرى لمعرفة دوافعهم، ونوه إلى ان والده موجود بالمنزل ولم يصب اي من افراد الأسرة بأذى.
بحسب مصدر من الأسرة تحدث لـ(الانتباهة) ان الاشخاص الذين عرّفوا انفسهم بانهم جهة امنية طلبوا من الحارس، مقابلة حسبو، وقال لهم الحارس “انتظروا حتى ابلغ ناس البيت، وعندما دخل الحارس لم ينتظروه في الخارج ودخلوا خلفه مباشرة، وولجوا الى تفاصيل المنزل وصعدوا الى الدرج قاصدين الغرفة الخاصة بحسبو، وعندما خرج اليهم احد افراد المنزل الذي كان موجوداً وسألهم من انتم، وماذا تريدون؟ قالوا له نبحث عن حسبو، فقال لهم انتظروه خارج المنزل ونحن سنبلغه بطلبكم، يقول محدثي ” لم يخرج الافراد اي بطاقة او هوية تؤكد تبيعتهم لجهة أمنية وانما دخلوا في مشادة كلامية مع احد افراد الأسرة الذي اعترضهم، وبعدها خرجوا من المنزل وعادوا الى سيارتهم واخرجوا سلاحاً اطلقوا عبره اعيرة نارية اصابة اثنين منهم قتل احدهما واصيب الاخر بجروح”، بعدها وفقاً للمتحدث، ان الافراد اخذوا جريحهم وهربوا بالسيارة، عندها هرعت الشرطة إلى موقع الحدث، وعند الصباح حضر فريق من الشرطة، لإجراء اللازم، بينما هناك رواية أخرى تفيد بان الشرطة لاحقت شخصاً بتهمة السرقة وعندما تم القبض عليه ابلغ بان المبلغ محل التهمة موجود في البيت، وعندما ذهبوا معه اوصلهم إلى منزل حسبو، وبعد اكتشاف حقيقته حاول الهروب، وهذا ما نقلته صحيفة اخر لحظة ، التي اشارت الى ان قوة داهمت المنزل وكانت في طريقها الى الطابق الاول بالمنزل حيث يتواجد حسبو، وتصدى لها شابان مدنيان بالمنزل ، وعلموا ان برفقة القوة المسلحة شخص تردد انه ينتمي الى عصابة وتم اخراج الجميع من المنزل، ولاحقاً وقعت اشتباكات حينما حاول الشخص المجهول الفرار وتم اطلاق النار عليه واردوه قتيلاً.
بالطبع تثير الحادثة جملة من الأسئلة والاستفسارات، حول ماهية الجهة والدوافع من وراء ذلك، ولكن بالنظر إلى طبيعة المرحلة فإن الاسئلة هذه تظل في دائرة إلى ان تكشف السلطات حقيقة الأمر، ولكن التحليلات العامة، تذهب في اتجاه ان جهة ما تحاولاثارة الغبار وارسال رسالة مفادها ان قيادات الانقاذ من الافضل لهم ان يمكثوا داخل المعتقل، وان خروجهم يشكل لهم تهديداً على المستوى الشخصي، من واقع انهم مستهدفون، وان كان الكثير من قيادات الانقاذ خرجوا من المعتقل ومكثوا في منازلهم تحت الاقامة الجبرية دون ان يصيبهم مكروه، ولكن التساؤلات التي صاحبت خروج حسبو يمكنها ان توضح حقيقة الصورة، خاصة وان الذين طرحوا الاسئلة بعضهم ينتمون الى النظام نفسه، يقول احد افراد الاسرة لـ(الانتباهة) ان الامر بالنسبة لهم مخطط بغض النظر عن طريقة تنفيذه او شكله، وأضاف”اعتقد ان الجهة التي تقف وراء هذا الحادث لديها علم بتفاصيل المنزل وشكله الداخلي لان الافراد دون مقدمات ذهبوا الىحيث يقيم حسبو، وزاد المصدر”هذه حركة زول عارف جاي لمنو وعايز شنو؟”، واشار الى ان الحكومة عليها مسؤولية حماية حسبو الآن، وهنا اكد بعض المتابعين ان الحادثة تحمل الكثير من الرسائل السياسية من انها تعطي مؤشرات سلبية لطبيعة المستقبل الخاص بين النظام السابق والحكومة الجديدة.