همس الحروف _ من المسؤول ؟ وهل يفلت المجرم من عقاب السماء ؟ _ الباقر عبد القيوم علي
الظلم امر عظيم حذرت منه كل الشرائع و الديانات و الاعراف التي يحتكم إليها الناس في شتى بقاع العالم و يعرف بالجور أو التعدي وذلك بوضع الشيء في غير موضعه باخذ حق الغير أو التصرف في ملك ما لا يملكه الفاعل .. و من صوره منع الناس من الحق العام بوضع الأذي في الطريق أو منع الناس من منابع الماء و خلافه بمجاوزة الحدود وهو نقيض العدل
ولقد حرم الله الظلم ونهى عنه فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: ((يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا؛ فلا تظالموا.
يقوم بعض من الناس بإرتكاب بعض الجرائم و الظلم في حقوق الآخرين وقد يفلتون من الوقوع في أيدي القانون و العدالة و المحاسبة وبذلك ينجون من العقاب الدنيوي لعدم إكتشاف الناس لما قاموا بفعله من جرم ظلموا به المعتدى عليهم و نجوا من ما يفرصه عليهم القانون من العقاب في الدنيا فهل سينجون من عقاب الله في الآخرة ؟
فمن المفترض أن يشعر الظالم بظلمه و خصوصاً الظلم العام الذي يخطط له البعض و يقع أثره على الكثير من الناس ويكون ذلك نتيجة صحوة طبيعية لضمائرهم ، و لكن نجد الكثيرين من الظالمين يستمتعون بهذا الظلم و هم جاهلون بالحكم و يشعرون بنشوة لحظية اثناء إرتكابهم له و يرجع ذلك إلى غياب الضمير و هذه الشريحة من المجتمع تحوي أسماء الكثيرين في بلادي لانهم تربوا و هم لا يميزون الحكم على أنفسهم هل هم ظالمون أو مظلومون ؟ لأنهم يقومون بنقل الظلم الذي وقع عليهم إلي غيرهم وهم لا يلقون إلى ذلك بالاًَ
في اليومين السابقين كان بعض من لجان المقاومة يقومون بتتريس الشوارع وقطع الطريق أمام المارة كرد فعل لما حصل في مسيرة جرد الحساب وهم يحسبون انهم بذلك يحسنون صنعاَ و يظنون وهم واهمون بانهم يعاقبون الحكومة بهذه الفعلة و لا يعلموا بانهم يتسببون في ظلم أناس بسطاء مثلهم وقع عليهم نفس الظلم العام من قبل الحكومة
في قصة مؤلمة ومؤسفة حدثت مع أحد الاشخاص البسطاء الذي كان يقوم بنقل والدته المريضة إلي أحد المستشفيات فوجد أن بعض الاطفال في سن إحفاده قاموا بإغلاق الطريق وسدوا على الرجل سبيل إنقاذ والدته فنزل وترجى هؤلاء الصغار بفتح الطريق إلا انهم تعنتوا في الأمر و إتهموه بانه (كوز) و طلبوا منه الرجوع أو رميه بالحجارة وما كان منه إلا و ان إستجاب لهم و أوقف سيارته ونزل منها و إستوقف ركشة علي الجانب الآخر من الطريق وحمل والدته على ظهره إلي الركشة وبعدها إلي المستشفى لينعي إليه طبيب الحوادث خبر صادم وهو وفاتها .. ولا حولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. و في حادثة أخرى قام بعض الشباب و الاطفال بإغلاق شارع الزرائب (إمتداد شارع سوق 4) الذي يمر بإمتدا ناصر مربع 2 بعمود إنارة إسمنتي من ناحية مدخله ناحية شارع مأمون البرير مما تسبب في حادث .. حيث إصطدمت به سيارة إنفجر من إثر هذا الحادث إطارين وكاد أن يؤدي إلى كارثة لو لا لطف الله تعالي و ما زال العمود في مكانه فالذي وضعه لم يقوم بإزالتة بعد نفاذ غرضه مما قد يتسبب في خطورة بالغة قد تسوق إلى كارثة لسائقي الليل حيث تنعدم الإنارة في هذا الطريق
فهل يعتبر ما حدث لهذا الرجل وامه جريمة قتل من قبل الذين أغلقوا الطريق وكان من المفترض ان يحاسب عليها القانون ؟ .. و هل ما تضرر منه صاحب هذه السيارة يعتبر حادث عرضي أم هو جريمة يجب أن يستدعى فيها القانون لان ذلك تم بفعل فاعل معلوم قام بوضع هذا العمود في هذا المكان ولم يقوم بإخراجه من الشارع بعد فراغه من مهمته التي وضع العمود من أجلها … السؤال الذي يفرص نفسه إذا حدث احد هذين الأمرين من القوات النظامية فهل كان الامر سوف يمر هكذا ، او لقامت الدنيا عليهم وما جلست و لكن الظلم هو الظلم عند الله وأمام القانون وما حدث من هذه اللجان كان من المفترض ان يحاسبوا على فعلتهم في إغلاق الطريق وإن كثر عدد الذين تسببوا في هذين الحادثين و كذلك الذين حرضوا علي ذلك .. فهل يستطيع أحد ان يسأل عن نوعية هذا الجرم في هذه الأيام.. الإجابة قطعاً (لا) .. وبذلك قد يفلت الجناة من العقاب الدنيوي ولكن أين سوف يذهبون من عدالة السماء إذا غفل عنهم القانون في هذه الدنيا الفانية