البيضة و الحجر ، هذا أبسط وصف يمكن به وصف الزوجين في حالة وقوع خلاف بينهما ، فكل واحد منهما في هذه الحالة يقف على العتبة التي يستطيع كل منها نسف الآخر ويكون مستعداً ومتحفزاً لخوض حربٍ زوجية شرسة.. يكون الخاسر الأكبر فيها هم الأبناء و الذين يحبون إستمرار هذه الأسرة .. وكما نجدهما في هذه اللحظات يتناسا أنهما عاشا تحت سقف واحد أعواماً عديدة و سنيناً مديدة ، و كانا معاً لحظات جميلة واجها فيها الحياة بحلوها ومرها وصارعا من أجل ان يسعد كل منهم الآخر ، وكانت جُدر بيتهما شاهداً على تلك الأحاسيس التي كان كل منهما يدغدغ بها مشاعر الآخر .. فيتدخل الشيطان بينهما او أن يستدعي أحدهما الشيطان بنفسه ويقع فريسة له و ذلك بخرق أي عهد بينهما فيقعا في التسرع في الخلاف وهم في حالة اللا وعي ، و يزيد الخلاف المطبلاتية بالمواقف المخذية التي يصنعوها بينهم و كذلك اصحاب المآرب و النفوس الضعيفة و المصالح .. الذين يتوددون إلى الزوجة ويردونها ان تكون عازبة لشيئ في نفس يعقوب او العكس إذا كانت هنالك إمرأة شلابة متربصة بالزوج من اجل إخلاء الخانة لنفسها فنجدهم جميعاً يزيدون النار جمراً و اشتعالاً ، فيصبح بعد ذلك سهولة الفراق بينهما
وبرغم من تلك الخلافات المتصاعدة و الحارقة بينهما و المتقدة علي نار متوهجة يظل الوداد موصول بينهما ببعض من الرحمة الخفية التي تغطي كل الأسر إلا من أبى ، وهذا هو وعد الله الذي وعد به الازواج كما قاله تعالي في محكم تنزيله ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
تظل المعركة بينهما و التي تصحبها لغة عض الاصابع و يتحول بها الزوجين إلى طرفي نزاع وخلاف ولكن بادب الخلاف وخلاف الادب ، وتكسوه الرحمة في أغلب الاحيان وذلك لوجود الرابط العجيب الذي يربط كل منهما مع بعض ، (وهم الأبناء) وكما يقال لهم بالعامية السودانية (قيد الهوان) اي الرابط الذي يصعب الفكاك منه.. فتستطيع الزوجة ان تتحمل الكثير من إستفزاز الزوج لها إلا أنها ضعيفة جداً أمام تحمل المسغبة التي تجعلها وبكل جرأة تسعى إلى المحكمة لطلب الطلاق و بدون رحمة
فشكراً جميلاَ لك سيدي د حمدوك ان تحدثت إلي شعبك و لاول مرة بلغة غير تلك اللغة السابقة التى عهدناها فيك و هي رمي اللوم على شماعة الدولة العميقة و الآسنة.. وكما إستبعدت تلك الكلمتين اللتين تزعجا شعبك عند سماعهما وهما (سنعبر و سننتصر) .. و بلغة بسيطة و ساهلة لكل أطياف شعبك العظيم خاطبت قلوبهم قبل عقولهم بلغة دغدغت عواطف الكثيرين .. و ما كسر قلوبنا هو قولك (لو طلب مني الشعب ان أغادر سأغادر).. سيدي نحن لا نريدك ان تغادر وكما لا نريد ان تختزل كل الشعب الذي وقف معك في عبارة (لجان المقاومة) وكما نريد منك تعريف مبسط تحدد لنا فيه معالم وإحداثيات رجال المقاومة الذين تحدثت عنهم .. فهل هم الحزب المسجل بإسم لجان المقاومة و يعتبر احد مكونات الحرية والتغيير ؟ أم هم لجان الخدمات في الاحياء ؟ ام هم الجسم الخفي الذي له اثر ولا يعرف كننه أحد كالعميل رقم صفر في مجموعة الشياطين ال 13 ؟ .. سيدي نحن نحبك و لقد هتفنا بإسمك برغم ان الحرية والتغيير حينما اتت بك لم يقدموا لنا خياراً غيرك إذ كنت انت المرشح الاوحد وكأنهم كانوا إمتداد للدولة العميقة إذ انهم ثنوا على إختيار البشير لك .. نحن معك و لا نريد غيرك ولكن إن إستطعت ان تخرجنا من هذه المسغبة التي ألمت بنا في عهدك .. و لقد أوضحت للشعب و بكل شفافية عجز حكومتك عن مجاراة هذا العجز والإعتراف بذلك يعتبر فضيلة تحمد عليها .. ولكن قد يكون رحم حواء السودان قد أنجب من يستطيع قلب ميزان العجز السلبي إلى القدرة الإيجابية فأرجوا ألا تحتكر المنصب عندك و تقفل الباب عليك إذا كان هذا هو آخر حدك .. و برغم ذلك ما زلنا نقول لك سنصبر وسنعبر وسننتصر إن اشعرتنا بانك فعلاً تسعى لنا و من أجلنا .. وألا تدعنا نخوض حرباً ضروساً مع شبح الفقر لوحدنا وسوف نضمن لك وجودك معنا حتي تقول لنا كفى او نموت نحن.. ولا نريد إى شي يبعدك عنا و إن كانت الديمقراطية نفسها .. و خصوصاً أننا لم نسمع لا من حكومتك ولا من حاضنتها خبراً يبشرنا بقرب الإنتخابات ابداً .. فسوف نترك لك الحبل علي القارب بشرط واحد فقط هو إبعاد شبح المسغبة عنا ولك منا كل الشكر والتقدير والعرفان