كنانة..عندما تلبس المطالب ثوب المصالح
الخرطوم : النورس نيوز
بدأ واضحا ان اعتصام العاملين بشركة كنانة المعلن عنه، يحمل أجندة ومطالب بعضها سياسي بثوب نقابي، فكل ما تم تقديمه في دفترة الاعتصام المفتوح، تجاوزه الزمن عبر خطوات تمت داخل الشركة، التي تشهد استقرارًا كبيرًا ومتقدمًا خلال الاشهر الماضية بالرغم من الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد على خلفية جائحة كورونا، وبالعودة إلى المطالب التي رفعت كورقة يعتقد بعض العاملين بانها واجبة التنفيذ والتي تمثل ابرزها “عودة المفصولين على خلفية أحداث الثلاثين من يونيو في العام المنصرم، وإقالة العضو المنتدب ونوابه، وتفكيك التمكين في الإدارات المختلفة، إضافة لعدد من المطالب الأخرى تتعلق بشروط تحسين الخدمة، وتهيئة المناخ المناسب للعملية الإنتاجية”.
وواحدة من القضايا محل النقاش هذه، والمتمثلة في عودة المفصولين، قد اثارت جدلا كبيرا في العام الماضي، وهي القضية الخاصة بالمفصولين، ورد الشركة اوضح ان الامر ربما لا ينطوي على مطالب عادية ولكنها ذات طابع يحمل اشياء اخرى، فرد الشركة حينها أن العاملين تم فصلهم نسبة لإضرابهم عن العمل وتحريضهم العاملين على الإضراب ولا علاقة لهم بالحراك الثوري، ونقلت صحيفة الصيحة توضيحا للادارة إن عدد العاملين بالشركة نحو 6 آلاف عامل والذين أضربوا فقط 34 عاملاً ووفق البيان الذي أصدروه وسلموا الإدارة نسخة منه أنهم لا علاقة لهم بالسياسة، إنما هي مطالب خاصة بالعمل فكيف يقولون إنهم ضحايا الحراك الثوري.
وما يجعل تلك المطالب وغيرها عادية ولا تحتاج الى كل هذه الضجة، ان الفصل الذي تتحدث عنه اللجنة التسيرية ،تم بطرق قانونية ، والقانون هو الذي يحكم العلاقة بين المخدم والعامل، دون ظلم لاد، وهذا ما حدث لان الشركة كونت مجلس محاسبة للعاملين المضربين وأن المجلس أوصى الإدارة التنفيذية بفصلهم وأن مجلس إدارة الشركة برئاسة مدني عباس مدني أمن على قرار الفصل، والذي ربما فات على البعض ان إن كنانة شركة خاصة تخضع لقانون الشركات عام 1925 وعمالها لا يخضعون لقانون الخدمة المدنية بل إلى قانون العمل.
تاتي هذه التطورات في ظل حكومة مدنية تجلس على سدة ولاية النيل الابيض التي تحتضن الشركة العملاقة، وحسنا فعل الوالي الجديد اسماعيل فتح الرحمن حامد وراق؛ الذي زار كنانة في اطار التواصل مع المشاريع الكبيرة في الولاية والتي يتوقع منها ان تدعم التنمية في الولاية التي تحتاج إلى الكثير، خاصة وان كنانة وفقا للمهندس يحي محمد يوسف نائب العضو المنتدب ان الشركة تحولت الى صناعة الحياة والانطلاق نحو افق ارحب في التطوير، وهو واقع يتطلب النظر اليه بعين الاعتبار من قبل الحكومة سواء المركزية او الولائية، في اطار البحث عن دعم للاقتصاد السوداني، بعيدا عن محاولة البعض للتسيس.