همس الحروف _ عبد العزيز الحلو .. و السباحة عكس التيار _ الباقر عبد القيوم علي
لست مستغرباً من سلوك عبد العزيز الحلو تجاه قضية السلام ، و في إصراره من أجل إحراج السيادة السودانية تحت حجج واهية لا يراد بها سوى الباطل .. و من يتوقع أن هذا الرجل سوف يوقع في يوم ما إتفاق سلام مع الحكومة السودانية فهو (واهم) مهما قدمت الحكومة من تنازلات ومهما وافقت على طلباته التعجيزية و الرعدية ، و ذلك لأنه يحلم بدولة حدودها ولاية جنوب كردفان تتوفر فيها كامل مقومات الدوله الغنية وهي مصادر الموارد الطبيعية أهمها النفط والذهب في كل من (هجليج وخرسانه) و الاراضي الزراعية الشاسعة التي تروي طبيعياً و وحدة التجانس السكاني الذي يخلق أهم انواع الإستقرار في دولته المقترحة داخل حدود هذه الولاية الغنية*
فعبد العزيز الحلو رجل في اواخر الستين من عمره من مواليد 1954 من أم نوباوية و أب مسالتي أي أن أصوله وجذوره ترجع إلي دارفور .. و عاش هذا الرجل و ترعرع في ولاية جنوب كردفان .. وقد عمل الرجل موظف بالهيئه القومية للكهرباء بالخرطوم منذ عام 1979 وإلى عام 1985 .. و في هذه الفترة تصعبت الحياة علي كثير من الشباب فمعظمهم هاجر و البعض منهم إغترب و فضل هذا الرجل الإلتحاق بالحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان و كان ذلك في نوفمبر 1985 و هذا يعني ان الرجل حينما تمرد و إلتحق بالجيش الشعبي لم يكن ذلك في فترة الإنقاذ وانما كان في فترة حكومة سوار الذهب التي اطاحت بالنميري واسست للديقراطية و هذا يعني انه تمرد من أجل التمرد و لديه غبينة ضد السودان و الشعب بأكمله .. فتدرج فى الرتب العسكرية والسياسية الى ان وصل رتبة فريق وعضو المكتب السياسى للحركة و كان من المقربين للدكتور جون قرنق لانه كان مطيعاَ في تنفيذ المهمات الصعبة التي لا يستطيع أحداً من الناس القيام بنفيذها غيره .. ولهذا أصبح من أهم أزرعه .. و أميز ما يمز هذا الرجل هو ان ليس هنالك شيئ يستطيع إعاقة مسيرتة فهو في سبيل ذلك مستعد لفعل اي أمر مهما علا سقفه او نقص
فهذه هي شعارات جيشه (افراد و قادة) يحفظها جميع من ينتسبون إلي ما يسموها بالإراضي المحررة و يكررونها ويتغنون بها ويرقصون علي اهازيجها كنشيد وطني يخصهم في منطقتهم (المحررة) و يعتبرونها شعار لهم وخارطة طريق :
في يوم 16 مايو ميلاد العهد الذهبي
إنطلقت دانة مدفع تشق عنان الغابة
مبروك للجيش الشعبي و للجيش الشعبي برافو
لتحرير سودان افريقيا النار الحارة نخوضها
و لجيش أعدائنا بنرجم ونيو سودان دولتنا
والسي إن سي رئيسنا و منفستو الحركة دليلنا
نتحدى الفكر الغازي وجنوبنا الغالي إتحرر
وثبتنا جبال النوبة و دارفور بالمجد تتجسر
والفونج بالعز تتقدل
حنشيل شمال وجزيرة وخرطوم كمان حقتنا
الداير مرحب بيهو أما الزعلان يطرشق
و الشرق حدد مصيره وحلفنا يمين نتوحد من اجل الإنسانية
ولذلك نجد أن ما حدث وما سوف يحدث من عبد العزيز الحلو لا يدعو إلى الغرابة بأي حال من الأحوال لان سقف مطالبه إبتدات بالعلمانية وهو يعلم تمام العلم ان هذا الطلب يصعب تمريره من قبل الحكومة الإنتقالية لانها لا تمتلك الحق في تقرير مصير مثل هذا بدون إستفتاء شعبي .. وبعد ذلك إلتفت الرجل إلى تلك القوة الضاربة التي تهدد إستمرار أحلامه الإنفصالية و مجده المدعوم باجندة خارجية وذلك منذ رجوعه من الولايات المتحدة الأمريكية.. ولهذا إستهدف في معرض حديثة سعادة الفريق أول و نائب رئيس مجلس السيادة السيد محمد حمدان قائد هذه القوات بغرض الإستفزاز لتصعيد موقفه إلى الأمام حسب أجنده من يسيره وبعد ذلك سوف يلتفت إلى لون قميص سعادة الفريق البرهان الذي يقلقه و إلى شكل حذاء سيادة نيكول الذي لا يعجبه و ربطة عنق التعايشي التي تزعجه وهكذا.. وسوف يستمر في طلباته التعجيزية حتى يصل إلى لبن الطير و التيس البرتقالي او الأصفر بشرط ان يكون اعزب … فهذا الرجل لا يبحث عن سلام و كما لا تهمه وحده السودان وخصوصاً انه رجل يحب رائحة الموت والقتل الذي لا يسنده قانون او عرف*
ما أرجوه من مفاوضي السلام في جوبا عدم إضاعة غالي وقتهم في قضية لن تصل إلى غايتها مهما قدمت الحكومة من تنازلات .. فأمر السلام أصبح حلم جميل يصعب تحقيقه إلا في المنام