شارة الفرح ( الزغرودة ) السودانية يطلقنها النساء ايذانا بموعد الافراح فهي لغة الشفاه التي مع اللسان مع وضع اليد على الفم فيخرج الصوت متناغما معبرا عما يعتمل بالدواخل من سعادة وتعدد المناسبات التي تطلق عبرها الزغاريد؛ وما بين الزواج والانجاب والعودة من الاراضي المقدسة وحفلات التخريج تبقى الزغاريد هي القاسم المشترك بينهم أي الفرح.
الخرطوم :رندة بخاري
معلنة بين الثوار
الزغرودة تقليد سوداني أصيل يطلق في الأفراح خاصة الأعراس وتتعالي صيحات زغاريد النساء لتشق عنان السماء ومصحوبة في كثير من الأوقات بغناء الحماس والعديل والزين لكن كان للزغرودة في ثورة ديسمبر؛ دورا اخر فكانت هي ساعة الصفر المعلنة بين الثوار والمخفية ( للكجر )؛ فما ان تطلق إحدى الكنداكات ( زغرودتها ) يعني ذلك ان الموكب المعلن عن عبر جدول تجمع المهنيين؛ قد بدا ومن ثم تبدا الهتافات الثورية والشعارات التي خرجت من رحم الثورة مثل “تسقط بس” التي ارتبطت ارتباط وثيق بالثورة السودانية ونجدها حاضرة في كل المواكب التي تقام منذ الثورة وحتى في موكب “جرد الحساب” أمس كانت.
اختلاف الزغرودة
الموسيقار الفاتح حسين والمحاضر بكلية الموسيقي والدراما سألناه؛ هل الزغاريد تحتاج إلى خامة صوتية بعينها؟؛ قال “عرفت بانها مهارة نسائية وعلميا لا علاقة لها بتصنيف الاصوات لذا كل النساء يمكنهن ان (يزغردن ) ماضيا بقوله “الزغاريد هي لغة الفرح المشتركة بين كل الشعوب فقط تختلف من حيث الاصوات فالمصرية تختلف عن السورية والسودانية وهكذا.
ساعة الصفر
الباحث والمهتم بالتراث السوداني بروفيسور محمد المهدي بشري؛ قال إن الزغاريد السودانية ارتبطت بمواسم الافراح لكنها اخذت وضعية مختلفة في الثورة السودانية وقديما كانت النسوة تطلقها للحماس في الحروب باعتبار ان المرأة لا تشارك فيها لكن في الحراك الثوري اختلف الأمر وكانت حواء تقف جنبا إلى جنب مع الرجال فزغرودتهن هذه كانت هي ساعة الصفر في المواكب فالثورة السودانية اعادة الكثير من العادات السودانية إلى المقدمة بعد ان تراجعت.