أذا عرف السبب _ استهبال جديد _ اسامه عبد الماجد
لعضو مجلس السيادة محمد حمدان (حميدتي) مقولة طريفة لا يمل من تكرارها .. الرجل في كل شأن يتحدث عن طرف ثالث خفي .. وعن جهات – لا يسمها – تقف وراء مايحدث من تسميم للأجواء السياسية .. مثل تحميل الحكومة الانتقالية للإسلاميين كل فداحة وبشاعة الأخطاء التي ترتكب الآن.
جميعهم يسيرون على خطى الإسلاميين الذين كانوا يرمون باللائمة على الحركات المسلحة .. حيث كان يتم تصوير شباب قصر وإتهامهم بالانتماء لحركة عبد الواحد نور وغيره.. في تقديري كل تلك الأقوال والأفعال (حركات سياسة) لا أكثر.
من المفارقات أن الأمريكان تلبستهم الحالة السودانية..ضحكت عندما طالعت وهم يعلنون أن شخصيات سودانية ، (قد دنا عذابها) .. وهي تعمل على تقويض جهود الحكومة الانتقالية .. (قدر الجهود) !! .
وعلى تقويض الديمقراطية.. الغريب في الأمر أن واشنطن أشارت إلى أن البعض من تلك الشخصيات ينتمي للنظام السابق متواجدة خارج البلاد .. وشخصيات داخل الحكومة.
إن الإدارة الأمريكية من حيث تدري أو لا تدري أدخلت الرعب في نفوس حمدوك ومن معه .. لأنه لا وجود للاسلاميين الآن .. وماعاد الوقت مناسباً ليسيطروا على المشهد مجدداً .. بعد نجاح حملة (الدوس لأي كوز).. بل حتى ولو سقطت الحكومة الانتقالية لا مجال الآن للحركة الإسلامية.
ثم السؤال الأهم ، أين الإسلاميون الآن ؟ .. وهم مابين (مسجون) ، و(متخفي) و(متغرب) .. أصبحوا منشغلين بقضاياهم الخاصة أكثر من قضايا الدولة .. أما فئة المنتفعين منهم، فبعضهم تحول وأصبح يعمل مع ذلك الرجل صاحب المال والسلطة.
وأخرين (دفنوا دقن).. ومجموعة تتحسر على الماضي وعينها على البشير ومع ذلك تطعن في صلاح قوش.
حسناً .. لم يعد الحديث عن أشباح وطرف ثالث وشخصيات في الخيال ذا فائدة .. هو حديث خاسر ويفقد صاحبة مصداقيته، بأسرع مما يتوقع.. كثير من التصريحات تفوح منها رائحة الاستهبال .. فاقدة للصلاحية وعصية التصديق .. وبعضها يصعب ابتلاعه دعك من هضمه.
لا أحد يريد مواجهة الحقائق .. الكل بات يعتمد على استعمال المساحيق .. ويعمل على التجمل بابتلاع حبوب (الاستهبال) .. سياسة تضخيم الخصوم باتت تجارة كاسدة .. ليس من شخصية سودانية تستحق أن ينزل عليها الغضب الأمريكاني .. لأنه ليس هناك من جهود حقيقية تقوم بها الحكومة حتى يعمد البعض على تقويضها .. أو عرقلتها.
جربت واشنطن سياسة العقوبات مع الإنقاذ ،ولم تؤت اكلها .. ففي غمرة التضييق استخرجت الإنقاذ البترول .. وهي الآن – أي واشنطن – تمنح الحكومة الانتقالية عقاقير (المحفزات).
وهي مسكنات لا أكثر .. وليست علاجاً ناجعاً لداء الاقتصاد الذي سيصرع حكومة حمدوك حال أعطت أذنها إلى (البدوي تو) ، وزيرة المالية المكلفة السيدة هبة.. التي تبحث عن أقصر الطرق ما كانت الإنقاذ (عميانة منها).. مثل زيادة الدولار الجمركي.
ستترك الحكومة كل مطالبها لدى واشنطن .. وستنتظر فقط أن تعاقب لها شخصيات تقوض في ديمقراطية مفقودة من أساسه .. الولايات المتحدة معاقبة كل أهل السودان وتضعه في سجن (لائحة الإرهاب) .
عليها أن تنهي هذا العقاب
أخر لحظة