صورة من قرب – العوادة أسماء حمزة…عاشقة الأوتار

الخرطوم :رندة بخاري
عاشت في عوالم فنية مختلفة وثقافة غنائية شكلها عشقها اللامحدود لكوكب الشرق ام كلثوم؛ وحفلها الساهر ليلة الخميس بجانب استماعها لعمالقة الفن السوداني؛ كل تلك الأشياء أسهمت في بروز موهبة العوادة أسماء حمزة؛ التي توجت بلقب ملحنة الشرق الأوسط الأولى قبل سنوات مضت؛ فكيف لا وهى المراة الوحيدة التي ولجت هذا المجال منذ حقبة الستينيات وتتلمذ على يدها الموسيقار بشير عباس؛ لتسطر اسمها بمداد من ذهب في تاريخ الاغنية السودانية.
بين الصفارة والعود
اسماء حمزة ابنه الحلفاية؛ تلك الضاحية التي فرخت مبدعين أثروا الساحة الفنية منهم الشاعر سعد الدين إبراهيم؛ وبالرجوع الى سيرتها الذاتية نجد ان أسماء خرجت من رحم امها الى الدنيا في العام 1936م وبدأت حكايتها مع العود منذ العام 1948م فاسماء ولدت بعلة في الحبال الصوتية ومع ذلك كانت تحب ان (تصفر ) وذات يوم سمع والدها صوت الصفارة وجاءها متسائلا (الولد البصفر ده منو ) وعندما قالت له انا من أصفر باغتنها بسؤال اخر (تصفري ذي الاولاد لي)؟ فقالت له لأنني لا استطيع الغناء نسبة لتلك العلة فاثر فيه حديثها كثيرا فقال لها اجيب ليك عود بتقدري تعزفي عليهو ؟ وبالفعل جاء لها بالعود ومن ثم بدأت رحلتها مع آلة العود.
بشير عباس تلميذها
قد لا يعلم البعض أن الموسيقار بشير عباس؛ المعروف عالميا من خلال الجوائز العالمية التي نالها في العديد من المهرجانات العالمية وكذلك محليا ومن ثم طفقت شهرته الآفاق فهو عراب الثلاثي الغنائي البلابل”هادية؛ امال وحياة طلسم”؛ فبشير تتلمذ على يد أسماء التي علمته العزف على الة العود إلى ان أصبح موسيقي لا يشق له غبار
عرابة عدد من النجوم
أسماء صاغت الحان العديد من الأغنيات؛ إضافة إلى بعض الاوبريتات الغنائية واشهرها اوبريت (عزة وعزة ) بجانب تلحينها لمطربين لهم وزنهم الغنائي في الساحة الفنية ومنهم على سبيل المثال هشام درماس؛ عابدة الشيخ التي لها الفضل في تحويل مسارها الابداعي من شاعرة الى مطربة؛ كما دعمت أصوات شابة تتلمس طريقا نحو اعتلاء سلالم الغناء ومنهم المطربين والمطربات الذين تخرجوا من مدرسة بابكر صديق عبر برنامجه المعروف نجوم الغد.
اسماء حمزه لقبت بملحنة الشرق الأوسط الأولى عبر قناة “الام بى سى” وقالت يومها لم تسعها الدنيا فرحتها عندما هاتفها احد اقربائها وزف اليها الخبر وبعد فترة تمت استضافتها عبر قناة الحرة التي تناولت مسيرتها اللحنية منذ انطلاقتها فكانت لفته بارعة منهم وظلت تدعم سوح الغناء بحديد الاغنيات إلى ان رحلت بعد معاناة مع المرض.