تعد صحيفة أخبار اليوم طيلة مسيرتها الحافلة بستان ضخم من بساتين المعرفة الوارفة التي تتعدد فيها مختلف انواع الأشجار و تتنوع فيها اشهى أنواع الفواكه و الثمار و تمتد فيها وارف الظلال و كل ذلك بتعاضد طاقمها الجميل الذين ما زالوا يزرعون لنا الأمل بنشر ثوابت المعرفة والتبصير في صباح كل يوم بكل صدق وتجرد و مهنية يحصدون ثمار ما زرعوه ثقة ، و سمعة طيبة ، و صدارة و جدارة
فقصص النجاح كثيرة وهي حليف كل مجتهد و نحن دائماً نثمن على دور الإنسان الذي هو من يعمر المكان ، فكل مشروع ناجح خلفه دروع بشرية جبارة خبرت دروب النجاح الوعرة وفتت هذه الوعورة بعزيمة الرجال وقوة الأبطال لتشق طريقها بكل فخر وهم يكتبون قصة من اروع قصص البطولات التي كانت حلماً و تحققت بصناعة المعجزات في ارض من أراضي المستحيلات التي كانت تعج بالوعورة و المكبلات فكانت لكل حادب بالمرصاد لتكبل أرجل وأيادي هؤلاء الأشاوس من الذين سعوا إلى هذا المنتج الفاخر في قصة سموق تحاكي شاعر قبيلة الشايقية الذي كان امامه خيارين فقط لا ثالث لهم فقال (يا غرقت أو جيت حازمها) فلهذا نجدهم قد إستطاعوا أن يتغلبوا على كل الصعاب .. و مسكوا أقلامهم بأفواههم عوضا عن كفوفهم و بنانهم التي كُبلت ليخطوا اروع قصص الكفاح الرائعة ، بسنان أقلامهم التي تم ضغطها بأسنانهم ليرسموا لنا لوحة رائعة و متفردة و كانت بقيادة الإعلامي الجميل المبدع المخضرم الاستاذ احمد البلال الطيب و كل طاقمه الذي صاحب معه قصص هذا التفوق والإبداع و تفردهم بالنجاح الذي افنى فيه هذا الرجل ربيع حياته في بلاط صاحبة الجلالة .. إذ يعتبر محل فخر لنا كرقم وطني مميز له بصمته الواضحة ونكهته المميزة و لونه الزاهي… و كما له بركة خاصة وخالصة ورثها من أم وأب صالحين هو وإخوته وضحت لنا جلياً من خلال صحيفة الدار الرياضية والتي تحولت في زمن قياسي فيما بعد إلى صحيفة إجتماعية مميزة و تفردت بدون منافس و أصبحت صحيفة السودان الأولى يصطف الناس في المكتبات لأخذ نسختهم منها
أخبار اليوم التي كان ميلادها في سنة 1994 لم تكن ولادتها يسيرة و لم تولد صغيرة فكانت كبيرة منذ يومها الاول وكما يقول المثل : (ولدت بأسنانها) .. إذ تعتبر هذه الصحيفة ؛ وطنية المنشأ .. مستقلة الفكر .. و عالية الصوت الذي يؤمن بحرية الأقلام التي تكتب فيها ما تريد دون تدخل من إدارة تحريرها ، و لهذا نجدها قد بنيت صرحها هذا بأقلام وأيادي أشخاص مخلصين لمهنة المتاعب (الصحافة) لتصبح بهم ومعهم صاحبة السبق و صوت الحق الذي يعلوا علي كل الاصوات
نحتفي معهم بعيدهم ال 26 و نحن فخورين بهم لانهم برعوا في قصة نجاحهم وبرغم وجود بعض الاصوات التي تريد ان تسحب من اسهمهم بأدلجتهم و تظهرهم بعدم حياديتهم .. ولكن نرد عليهم ونقول لهم بأن مهنة الصحافة ليس لها حزب فهي السلطة الرابعة وبرلمان الشعب الذي ينقل لاصحاب الإختصاص مواضع الخلل ومكامن الفساد و القصور ليتم تداركها وكما تنقل للشعب التقرير اليومي لأداء الحكومة بكل تجرد وفق معايير مهنية تراعي حقوق و واجبات المهنة .. فإني أدعو لهم الله الكريم رب العرش العظيم ان يوفقهم ويرعاهم وان يسدد خطاهم وان ينير لهم طريق الحق الذي من خلاله يؤدون خدمتهم لهذا الشعب بكل تجرد وتفاني وأمانة*