ﻷﺟﻞ ﻛﻠﻤﺔ _ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺪﻋﻤﻮﻥ ؟ _ ﻟﻴﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺑﻌﺚ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻋﺒﺪ ﻟﻠﻪ ﺣﻤﺪﻭﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺧﻄﺎﺑﺎً ﻳﻄﻠﺐ ﻓﻴﻪ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺑﻌﺜﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻋﺎﺭﺿﻪ ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺭﺍﻓﻀﺎً ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ، ﻓﺎﺿﻄﺮ ﺣﻤﺪﻭﻙ ﻟﻠﺘﺮﺍﺟﻊ ﻋﻦ 10 ﻣﻬﺎﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ..
ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ، ﻣﻦ ﻛﻤﺒﺎﻻ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺑﻴﻨﻴﺎﻣﻴﻦ ﻧﺘﻨﺎﻳﻬﻮ، ﺃﻋﻠﻨﺖ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ، ﺭﻓﻀﻬﻢ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﻡ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ، ﻓﺎﺿﻄﺮ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻠﺔ ..
ﺇﻧﻬﺎ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍً، ﺗﻌﻜﺲ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺛﺒﺎﺕ ﺃﺭﻓﻊ ﻣﺴﺆﻭﻟﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﻢ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ .ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻧﻪ ﺗَﺪﺧُﻞ ﻳﻌﻜﺲ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣﺸﺮﻗﺎ، ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﻟﺐ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻪ .
ﻭﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﺴﻖ، ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻗﻠﻖ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺣﻮﻟﻪ ﺧﻼﻝ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﺮﻑ ﺃﻣﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ..ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻠﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ، ﺇﻧﻤﺎ ﻷﻥ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ، ﺳﺘﺘﻐﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺋﻪ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﺤﺎً ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ ﺑﺎﺕ ﺃﻗﻞ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ .
ﻭﺯﻳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻫﺒﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ، ﺷﻜﺮﺕ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﻮﻩ، ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﺽ ﺛﻨﺎﺋﻬﺎ، ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﻧﺤﻮ 70 ﻃﻨﺎَ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻊ ﺃﺯﻣﺔ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ !..
ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﻣﻦ ﺩﻋﻢ ﻭﺃﻃﻨﺎﻥ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﻣﺪﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻳﺸﺘﻜﻮﻥ، ﻭﻣﺪﺭﺍﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﻳُﻘﺎﻟﻮﻥ ﻭﻳُﺘﻬﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻧﺘﻬﻢ .. ؟ ﻛﻴﻒ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﺇﺿﺮﺍﺏ ﺍﻟﻜﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ – ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ ﻋﺪﺩﻫﺎ – ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺻﺮﻑ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺗﻬﺎ ﻭﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻋﻦ ﻗﻠﺔ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ !..
ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺩﻋﻤﺎً ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻠﻴﺎﺭ ﻭ 800 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺧﻼﻝ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺑﺮﻟﻴﻦ، ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺍﺳﺘﻼﻡ %90 ﻣﻨﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺗﺴﻴﺮ ﻧﺤﻮ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻳﻤﻜﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ .. ؟
%40 ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ، ﻳﺬﻫﺐ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ، ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻟﺪﻯ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .. ؟ ﺃﻳﻦ ﺗﺴﻜﻦ؟ ﻭﻛﻢ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﻟﻬﺎ .. ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺬﻫﺒﺖ ﻟﻤﺴﺘﺤﻘﻴﻬﺎ .. ؟
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺒﺮﺭﺍﺕ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺩﻋﻢ ﻣﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻬﺎ .ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻃﻠﺒﻪ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻟﻰ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﺻﺪﻳﻖ “ ﻣﺸﻜﻮﺭﺓ ” ، ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ “ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ” ﻣﻦ ( ﻃﺮﻕ، ﻣﺪﺍﺭﺱ، ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ، ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ، ﺇﻟﺦ ) ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻣﺤﺪﺩ .
ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﻮﻥ، ﺃﻭﺟﻪ ﺻﺮﻑ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ