فيلم ( ستموت في العشرين ) لم يفتح الباب واسعا امام الكثير من الآمال بعودة السينما السودانية وعبر بوابات المهرجانات العالمية كيف لا والسينما ظلت غائبة لردحا من الزمان الا من بعض المحاولات الفردية التي تشارك من حين لأخر في مهرجانات عربية وعالمية بل فتح الباب ايضا للحديث عن الخرافة التي يراها البعض انها لا تعدو ان تكون مؤروث شعبي.
الخرطوم :رنده بخاري
قصة الخرافة
دائما ما يعتبر عالم السحر والغيبيات احد عناصر الجذب لدى جمهور السينما ومن ثم تعتبر تلك النوعية من الافلام السينمائية القائمة على الموروث الشعبي الاكثر مشاهدة لذا عندما حاول المخرج امجد ابو العلا الذي بدا مشوراه بمجال الاخراج منذ ان كان طالبا بدولة الإمارات العربية حيث يقيم منذ سني عمره الأولى بها حاول ابو العلا ان يعالج قصة تلك الخرافة لشاب تنبؤ له بالموت في العشرين كان ربما يبحث عن عامل جزب لفيلمه السينمائي.
موته القريب
وجرى استيحاء الفيلم من قصة “النوم عند قدمي الجبل” للكاتب الروائي حمور زيادة، إذ يولد “مزمل” في قرية سودانية تسيطر عليها أفكار الصوفية، تبلغه نبوءة تفيد بأنه سيموت في سن العشرين؛ وعقب ذلك، يعيش أيامه في خوف وقلق إلى أن يظهر في حياته سليمان، وهو مصور سينمائي متقدم في العمر، فهل سيخرج مزمل من الكابوس الذى أضحى ملازما له وكيف يعيش حياته وهو مطوق بأقاويل عن موته القريب.
منح مالية
ويعد هذا الفيلم الروائي الأول في تاريخ السودان منذ 20 سنة، والسابع في تاريخها، وحظي باهتمام عالمي وحصل على منح مالية من عدة جهات مثل مهرجان برلين السينمائي، ومنحة من بيروت، فضلا منحة “سور فاند” النرويجية اعاد إلى واجهه الاحداث الحديث عن الخرافة التي كثيرا ما نشاهدها في الافلام الاجنبية.
تفوق امريكي “.
والمتتبع للأفلام السينمائية العربية على سبيل المثال يجدها ايضا حاولت معالجة الخرافة حول عدد من الافلام كان اخرها فيلم الفيل الاسود الذي عرض جزئه الثاني بدور العرض السينمائية قبل فترة ليست بالطويلة؛ ويعتبر الفيلم الذي هو من اخراج مروان وقدم جزئه الاول في العام 2014 من ابرز الافلام التي قدمت في الالفية الحديثة وثبت عبره بوضوح جانب الخرافات مستسببا في اثارة جدلا كثيراً؛ ونجد في الوقت ذاته ان السينما الامريكية ايضا تفوقت في هذا الضرب عبر احترافها لصناعة هذه اللعبة لدرجة ان افلام الخيال العلمي والخرافات تسهم في تنمية الاقتصاد القومي وذلك تشكلت الظواهر الخرافية ومن ثم بات منافسا قويا له اسسه وقواعده والمتخصصون فيه من المبدعين والمنتجين.
حصان البياحة
الخرافة او المعتقدات الشعبية متجذرة في المجتمع السوداني بهذه العبارة ابتدر الفنان والباحث في التراث المجتمعي محمد شريف علي الذي اكد في حديثه مع الجريدة إن ظاهرة الخرافة تم معالجتها عبر عدد من العروض المسرحية مثل حصان البياحة بجانب العرض المسرحي ود فريق النور ونجد ان الفكرة قامت على معالجة تلك الظواهر التي نجدها اعتقادات متوارثة من الشيوخ ودائما ما نجد البعض يقول ( كلام الشيخ ما بقع واطه ).
دائرة الاحباط والاستسلام
الباحث الاجتماعي فيصل محمد شطة قال من واقع تخصصه ان الخرافة تعتبر نوع من البرمجة اللغوية العصبية وتتحكم في الانفعالات ونجدها منتشرة في المجتمعات المغلقة ينتشر فيها المورؤث الاجتماعي مثل القبائل الرعوية تسري بها قوانين الكبار التي نجدها هي ايضا تتوارث ونجد ايضا ان الشيوخ لهم ذات السلطة المجتمعية وبالرغم من انهم مفتقدين للكفاءة الا انهم ايضا كلمتهم هي المسموعة والشي ذاته ايضا عند الصوفية ومحاربة تلك الظواهر يجب ان تتم عبر تعدد قنواتها لكي تصل الرسالة لأكبر قدر من الناس ومضي مردفا اذا حاولنا الوقوف عند قصة الفيلم ستموت في العشرين نجد انه كان من الممكن ان يستلم ذلك الشاب للموت بعد ان يبدا عقله في ارسال اشارت لجسده بدنو موته لولا ان انتشله ذلك الرجل السينمائي ومن ثم غير واقعه واخرجه من دائرة الاحباط والاستسلام.