مباشر _ ح و س البناء والعبور _ ناجي احمد البشير
علمتنا الحياة أنه عندما تتقدم حروف السين والحاء أحاديث المسؤولين فتأكد انه حديث الأمنيات والشعارات والتجهيل وذر الرماد والانتظار بلا عمل قادم او أمنية تتحق على أرض الواقع.. وعلمتنا الحياة أن الإنجازات تتم كليا أو جزئيا حتى فقط بحديث الأرقام والمواقيت والخطة والطريق والصراحة.. كل ما نسمعه منذ أن تسلمت حكومة حمدوك قيادة دفة البلاد لم نسمع منهم وعدا قاطعا لإنجاز اي ملف من ملفات حياة المواطن الأساسية في الخبز والوقود والصحة والتعليم وحتى حلم السلام الذي تحول كابوس مريع.. ولا زال المسؤولين يخرجون علينا بأحاديث الأمنيات والوعود الزائفة ونداءات ودعوات والشكوى من المشكلات التي تؤرقنا نحن ونعيشها يوميا.. ولم تشفع عندهم دموع ولا انكسار المواطن البسيط.. آتينا بكم للحل لا للوعود والكذب علينا والمتاجرة بنا وبفقرنا وعوزنا لدى الأمم فبلادنا غنية وموهوبة من الخالق وتحتاج فقط لجديتكم ومثابرتكم وعملكم وتخطيطكم أن كنتم تعلمون.. لا لمحاصصاتكم وصراعاتكم حول المناصب والعطايا والهدايا والمناصب والفارهات من السيارات.. ثلاثون مليون دولار يريدون أن يبذلونها من مال الشعب المغلوب على امره لشراء سبعون سيارة فارهة جديدة لاستخدامها في مدينة تسبح في مستنقع قذارة ونفايات وروائح كريهة وظلام يغطي شوارعها ونصف بيوتها.. ثلاثون مليون دولار كافية لعقد نظافة ولاية الخرطوم بمحلياتها السبعة لمدة عامين نعم عامين والأرقام لا تكذب ولكم التحقق منها.. شاملة أجور العمالة والمعدات والتشغيل.. أما إذا اكتملت العملية بتدوير النفايات فتشكل عائدا يعادل ضعف المبلغ من منتجات التدوير دون الخوض في التفاصيل.. أي أن المبلغ سيعود بمثليه خلال العامين ويتحول الأمر إلى رفاهية التجميل والتشجير.. خلافا لما سيتوفر من صرف على صحة المواطن بسبب المستنقع الاسن الذي نعيش فيه ونتعايش معه الان.. الصحة تبدأ بالنظافة والصرف على النظافة أقل كثيرا من الصرف على العلاج بسبب عدم النظافة من أمراض واوبئة تصيب المواطن..
أليس بينكم رجل رشيد يدلكم على إنجاز فعل واحد فقط يحسب لفترتكم الانتقامية هذه..
اليس بينكم رجل رشيد يقول لكم كفى عبثا بهذه الأمة..
أليس بينكم من يقول لكم بأننا قرفنا من حديثكم الممل ومن اداءكم المنعدم ومن مدينتكم القذرة ومدنيتكم التي لا نشعر بها..
كفاكم واذهبوا الان وقبل أن يثور الشارع وينقلب عليكم.