منذ ثورة ديسمبر – القمر بوبا ..لازال يتصدر الموضة
الخرطوم : رنده بخاري
عندما اعتلت الاء صلاح ظهر؛ إحدى العربات بساحة الاعتصام بالقيادة العامة؛ بعد السادس من ابريل وهي مرتدية الثوب الابيض ومرتدية بأذنيها القرط السوداني التقليدي ( القمر بوبا) وتهتف بأعلى صوتها ( انا حبوبتي كنداكة) لم تكن تعلم الاء ان شهرتها ستنطلق في الآفاق كأيقونة للثورة السودانية؛ وان قرطها التقليدي الذي كانت ترتديه سيعود من جديد إلى واجهه الموضة بعد ان تراجع وغاب لسنوات طوال.
شجيرة الاراك
ما ان يذكر اسم ( القمر بوبة ) ذلك القرط الكبير واقرب لنصف القمر وهو من الحلي النسائية التي تتزين بها العروس؛ نردد دون أن نشعر اغنية الفنان الراحل محمد وردي التي يقول مطلعها :
القمر بوبا عليك تقيل
الصغيره شجيرة الأراك
يا قمر عشرة الفي سماك
شاغلة روحي وقلبي المعاك
وين لقيتك لامن آباك
القمر بوبا عليك تقيل
مجموعة من الشعراء
وتلك القصيدة تعتبر من تراث منطقة الشايقية بشمال السودان ومؤلفها لم يكن شاعرا واحد بل عدد من شعراء المنطقة؛ بيد ان الروايات حيالها ايضا اختلفت فهناك من يقول ان شاعرها هو اسماعيل حسن الذي له ثنائية غنائية مع الفنان الرحل محمد وردي الذي تغنى ايضا بالقمر بوبا.
توهج واشتعال
ارتداء ايقونة الثورة الاء صلاح لذلك القرط النسائي التقليدي اعاده إلى واجهه الموضة وفتح الباب واسعا امام عدد من التساؤلات حول الاكسسورات ذات الطراز السوداني القديم لنغوص في تفاصيلها ونتحدث عن خلفيتها فطرقنا باب البروف محمد المهدي بشرى الباحث والمهتم بالتراث السوداني الذي قال لنا :بداية كلمة “بوبا” هي توهج، وفي السودان معروف هذا المعنى النار بوبت يعني النار اشتعلت وتوهجت، وأصل الكلمة نوبي حسب مهدي.
الموضة الحديثة
(القمر بوبا) كان يعتبر من التقليعات السائدة وموضة سادت ثم بادت مع الموضة الحديثة وارتداء القمر بوبا نجده منتشرا في المناطق الشمالية والنوبية بالتحديد، حيث كانت الحلي الكبيرة التي تلبس في الأذن تعرف بـ (العكش)، حتى جاء القمر بوبا وهو أصغر من العكش وأكبر من الحلق ويكون على شكل هلال ودونكم اغنية الفنان الراحل محمد وردي الذي خاف على محبوبته من ثقل القمر بوبا
ونجد ان جيل اليوم من الشابات السودانيات قد لا يعرفن ماهي القمر بوبا التي لها مترداف اخر وهو الفدر بكسر الفاء وهو ايضا من الحلي الذهبية التي اعتادت النساء على التحلي بها في حقب تاريخية مختلفة اعادتها الاء إلى بيوتات الموضة بعد غياب بأمر الحداثة.
الطابع التراثي
ايمان مصطفي المختصة في التصميم الخاص بالاكسسورات النسائية قالت من خلال واقع عملها بهذا المحال ان هناك اكسسورات كثيرة ارتبطت بجيل بعينه من الستينات والسبعينات تراجع وهذا يعتبر امر طبيعي لان لكل زمان تصميماته التي تتماشي معه والقمر بوبا هو اكسسوار خاص بالحبوبات جلهن ارتدينه وهن عروسات خاصة ان الجدلة التي تعتبر احدي زينات العروس كان بها ما يسمى بالقمر بوبا او الفدو وغيرها من الحلي الذهبية ذات الطابع التراثي الفريد الذي اندثر وعاد بداية هذا العام والفضل يعود في ذلك إلى الكنداكة الاء صلاح التي ارتدته كنوع من الزينة السودانية القديمة وايمان لديها محل خاص بتصنيع الحلي النسائية؛ اكدت على ان اكثر الطلبيات التي تأتي اليها لتصنعيها تكن من فتيات في مقتبل العمر يطلبن اقراط على شاكلة القمر بوبا واخريات يطلبن تصميم حلي مرسوم عليها علم السودان وختمت حديثها بقولها ولا زال يتصدر الموضة منذ ثورة ديسمبر والي بومنا هذا.