سنحت لي فرصة تواجدى بولاية نهر النيل هذى الأيام تقييم الأوضاع بشكل يعكس الحقيقة على الأرض أكثر من (النت) والأوضاع معقولة بشكل عام مقارنة ببقية الولايات وعلى رأسها الخرطوم وذلك من حيث الخدمات ووفرة السلع ويبدو لي ان مرد ذلك لسببين الأول لقلة سكان الولاية والثانى للإستقرار الذي فرضته وصنعته حكومة الولاية السابقة بقيادة اللواء عبدالمحمود حماد
يمكن للحكومة الحالية لنهر النيل بقيادة الدكتورة آمنة المكي ان تبني على ما مضى وإن تحقق المزيد من الاختراقات الجيدة في كافة المجالات ولديها من الفرص ما لا تتوفر لأي ولاية أخرى فحاجات نهر النيل محددة وبقليل من الجهد يمكن الإيفاء بها ولعل من أكبر معطيات الاستقرار والنجاح كونها ولاية خالية من النزاعات وبها انسجام اجتماعي قل ان يوجد في غيرها
أخشى ما أخشاه على تجربة الدكتورة آمنة الاندفاع الثوري الذي يمكن ان يعصف بثوابت الولاية فيهد القديم ولا يبنى جديدا ولقد عرفت نهر النيل من قديم بالتماسك وحتى التباين السياسي فيها ليس حادا كما هو في غيرها ولقد ظلت فيها -مثلا- قوى الإجماع الوطنى محافظة على وحدتها بين اليساريين والإسلاميين رغم تشرزمها في كل السودان والأغرب من ذلك ان المفاصلة التى ضربت تنظيم الإسلاميين في النظام السابق لم تنل من وحدتهم في نهر النيل مما خلط كثيرا أوراق المركز في الماضي!
يمكن للدكتورة آمنة ان تنجز مطلوبات الثورة بمقدار لا يؤثر على بنية المجتمع ولا مؤسسات الولاية وان تستصحب الجميع في رحلة بناء الولاية إلا من ثبت عليه تجاوزا للحق والقانون دون مدعاة لسياسات العزل و الاستهداف على الهوية السياسية التى كادت تغرق السودان كله لولا (تلة )نهر النيل !
في زيارة سابقة ومقاربة ماضية كتبت ان نهر النيل يمكن ان تقدم نموذجا مشابها تجربة (صومال لاند) وتكون (سودان لاند) وتصلح من بعد ما فسد من وطن وأرى أن ذلك لا يزال قائما وممكنا إلا ان أبت (الوالية) وليست الولاية!
أتمنى من الزملاء الصحفيين والزميلات في الولاية ان يمنحوا تجربة الدكتورة آمنة فرصة بل وان يدعموها على مختلف رؤاهم وألا يتعجلوا المواقف المناوئة وإن يتفهموا بعض التغييرات وبعض القرارات فالقضية ولاية أكثر منها (والية)
على الطريق الثالث
موقفي من تخصيص المركز امرأتين لحكم الشمال النيلي ثابت ولا يزال عندى الأمر ناقص سياسة وحكمة
صحيفة السودانى