أذا عرف السبب _ حول شرق السودان _ اسامه عبد الماجد

لم أتوقع من الحكومة أو الحرية والتغيير كل هذا الاستسهال بشرق السودان .. وتفاجأت بضعف قراءة قيادات بالحرية للمشهد (الشرقاوي) ، عقب تعيين الولاة .. لا يستقيم أن تصرخ مجموعات مجتمعية فاعلة ومؤثرة وأصيلة بالشرق .. ولا تعطيها الحكومة الانتقالية أذنها ، بل تدير لها ظهرها.

بل الأخطر ان يتم تجاوزها صراحة .. لتكون الحكومة بذلك قد بدأت في حفر قبرها بالشرق .. الكل يعلم اهمية ومكانة الشرق الا حمدوك ورافعته السياسية (ان كانت بالفعل الحرية والتغيير هي العقل المفكر له).

عجز د. جون قرنق في النيل من الانقاذ داخل الاحراش بالجنوب التي خبرها وتربى وسطها .. فعرف كيف ينال منها عندما جاءها من بوابة الشرق .. واحتل همشكوريب بكل رمزيتها الدينية والصوفية ومكانتها المجتمعية لدى كل أهل السودان.. والأن ابنائه عرمان وعقار يحزون حزوه من خلال اهتمامهم بمؤتمر البجا المعارض الفصيل الأصيل في الجبهة الثورية.

المعارضة بزعامة الميرغني والمهدي وقلبها النابض بالدهاء مبارك الفاضل احتمت بالشرق .. فكان التحرك القوي ضد الانقاذ من اريتريا .. حتى أن اسمرا احتضنت مؤتمر القضايا المصيرية .. وكانت التحرك الفاعل ضد الخرطوم من اقليم المنخفضات (القاش بركة).

خطورة أي تحرك معادي للسودان من الشرق يكمن في عدم وجود حواجز او موانع.. أذكر أن رئيس الاسود الحرة مبروك سليم دعانا سراً لزيارته داخل الأراضي الاريترية (تسني) قبل نحو خمسة عشر عاماً.. هبطنا ارض منبسطة قبل ان نصل كسلا ومن هناك اقلتنا سيارات بعيداً عن أعين الحكومة.

أي تحرك من الشرق مقلق .. مبروك سليم نفسه نفذ عمليات ضد الحكومة .. مدينة كسلا تم الاعتداء عليها من قبل .. وفي القرن التاسع عشر كانت كسلا هدفاً لايطاليا حيث احتلتها وسلمتها لاحقاً لبريطانيا .. الشاهد أن الجميع طامع في الشرق.

المهدية اهتمت بالشرق فانجبت عثمان دقنة الذي قاتل الانجليز ومعه جد الناظر ترك الذي علا صوته هذة الأيام ضد حكومة حمدوك .. الشرق يستحق اهتماماً خاصاً هو بوابة السودان .. والحرب الناعمة الان والأشد ضراوة هي حرب الموانئ.

دولاً بعينها حاضرة الأن في المشهد السوداني عقب ذهاب البشير .. عينها على ميناء بورتسودان .. تريد أن يتراجع ادائه ويتدهور .. وعلى المستوى السياسي كانت الانقاذ قلقة من الشرق .. كثيراً ماكانت قضايا السياسة بولايات الشرق توضع أمام الرئيس السابق عمر البشير ولا أحد سواه سواء بمكتبه بالقصر أو القيادة العامة..

كان مدير جهاز الأمن الأسبق المهندس صلاح عبد الله (قوش) يزور سراً وفي أحايين كثيرة مدن الشرق الثلاث لاطفاء الحرائق بنفسه .. أي قضية توضع في خانة الانتظار ستكلف المركز فاتورة باهظة .. كانت تلك هي القاعدة التي يعمل بها قوش.

في كل سباق انتخابي كان الشرق يثير حفيظة المركز و(يقوم نفس) المؤتمر الوطني الذي قاده يوماً ابن الشرق ابراهيم محمود.

المغترب حمدوك غير ملام .. أما الحرية والتغيير تأكد انها لا تقرأ التاريخ ولا تعتبر من التجارب السابقة .. هذا التراخي في التعاطي مع قضايا الشرق ستكون عواقبة وخيمة.
عندما بدأ البشير يغرق في أواخر أيامه استنجد بابن الشرق محمد طاهر ايلا .. وقد لا تصدق عزيزي القارئ أن الوزير الوحيد من الشرق بالحكومة الانتقاليةشرب من ذات كأس (المقلب) الذي شرب منه وزير المالية البدوي.
حكومة عجيبة

Exit mobile version