الخرطوم :رندة بخاري
من قاع المدينة إلى سطحها ومن مسارح بيوت الافراح إلى المسارح العامة ثم الاطلالة عبر القنوات الفضائية المحلية ثم اذاعة مونت كارلوا الدولية، انها اغنيات الزنق او ما يعرف اصطلاحا بأغنيات الكتمة، ذلك الضرب الغنائي القائم على الموسيقى الصاخبة و النغمات الموسيقية الراقصة ومن ابرز الذين تسيدوا ساحة الزنق “العازف طاسو” وسبقهم بسنوات ايمن الربع.
بعيدة عن الرقابة
لم تعد هناك اغنية تؤدى في السر بقاع المدينة بهذه العبارة ابتدر حديثه معنا الدكتور والموسيقار أنس العاقب ماضيا بقوله :هذه الاغنيات التي كانت تقدم بالنوادي والجلسات الخاصة لم تعد محصورة كما السابق بين الجدران فخرجت إلى المجتمع بالرغم من ان للمجتمع قوانين تحاكم مثل هذه الاغنيات، بيد انها الآن بدأت في اتخاذ شكلها العلني عبر نشرها بالوسائط الاعلامية الجديدة وهذه الاغنيات تعتمد على الايقاعات الراقصة وكلماتها خارجة وبها ايحاءات جنسية وعبارات نابية لأنها ظلت بعيدة عن الرقابة وبالتالي من الواضح ان غناء قاع المدينة هو الان في سطحها وادى ذلك الى تراجع الغناء الجيد جماهيريا”
إنتشار خارج السودان
الشاعر والملحن هيثم عباس خالف الموسيقار أنس العاقب رايه حول اغنيات الزنق وقال هيثم “:لا توجد موسيقي أو قالب أو نوع لا يصلح لأن يكون مشروع اغنية غير جيدة فهذا يعتمد على محتواه من نص شعري ومضمون رسالي يزكيه الطرح من شأنه أن يطور ويضيف للموسيقى السودانية وان كان هذا لم يحدث إلى الان ولكن ليس هناك مستحيلاً أو ما يمنع أن يتطور هذا الأسلوب وينافس ألوان وضروب الأنماط الغنائية في السودان”، وأضاف” كل ما في الأمر أن هذا النوع من الموسيقي يحتاج لأن يعمل على ترقيته وتطويره من قبل الموسيقيين السودانيين وبصفة خاصة من يكتبون نصوصه فأغنيات الزنق حالياً منتشرة خارج السودان”
بين الريقي والسيرة
الموسيقار انس العاقب عاد واضاف على حديثه السابق متحدثا حول موسيقى اغنيات (الزنقات ) وقال :موسيقيا هم يعتمدون على ايقاع التم تم والدلوكة والريقى والسيرة ولا يعتمدون على ايقاعات معقدة والحانها بسيطة وايقاعاتها سريعة هذه هي العناصر التي يقوم عليها هذا اللون الغنائي بجانب ذلك المطربين المقدمين لها يتلاعبون باللحن طبقا للأيقاع وتقدم معه عروض راقصه بطريقة معينه تبرز اجزاء مثيرة بجسد المراءة
بياعين كلام
المطربة مشاعر صالح المشهورة بالوسط الفني (بتوته ) تحدثت عن انتشار اغنيات (الزنقات والكتمة ) وتسيدها لمسارح بيوت الافراح حيث قالت :احيانا نقدمها عندما يطلبها منا الجمهور واذا رفضنا تقديمها قد يعتبرنا المهتمين بهذه اللونية مطربات فاشلات وعادت وقالت : لكن في حقيقة الامر ان هذه اللونية الغنائية انا لا احبذها خاصة وان مفردات بعض اغنياتها بذيئة ونحمد الله ان هذه الاغنيات محصورة في بيوت الافراح وتقدم بالمناطق الطرفية ونحن نطلق عليها (المناطق الحارة ) ومشاعر لا تعرف لهذه الاغاني شاعر بعينه واضافت الذين يكتبونها (بياعين كلام) حيث يقومون بجمع كلام من هنا وهناك ويقولون هذه اغنية
اما وجدان الملازمين لا تتعامل مع هذا الاغنيات فهي على حد تعبيرها مصنفة مطربة دلوكه وتتغنى بأغنيات السيرة مضيفة ان الجمهور يحب الفن الهادف وبعيدة تماما عنه ولا احفظ منه شئ لان مفرداته خادشه للحياء ومع ذلك لأغنيات الزنق والكتمة جمهور ولا يمكننا ان تتكر ذلك.
تعبير للأجيال الجديدة
الدكتور والموسيقار الفاتح حسين من واقع خبرته كموسيقى قال :الايقاعات التي تقدم بها اغنيات (الزنقة والكتمة ) مأخوذة من الايقاع السوداني المعروف التم تم وعرف عنه انه ايقاع راقص ويعتبر من اهم الايقاعات السودانية وجاء من اغاني البنات وما يحدث الان هو تعبير للأجيال الجديدة وعلى اساس انه ايقاع رافص مع الاخذ بالاعتبار ان به ثلاثة مستويات سريع بطي متوسط وراقص واستفاد هولاء الشباب من التكنولوجيا و وطفوا اله الاورغن لتقديم فنهم هذا ومن وجهه نظري انها ثقافة جيل يرغب في التعبير عن نفسه ويطرحه عبر اسطوانات لأنه لا يمكن ان يقدم عبر الاجهزة الاعلامية ومكانها هو مسارح بيوت الافراح ولا يمكن ان تؤثر اغنيات الزنق او الكتمة على الاغنية السودانية والعالم اصبح الان مفتوح على بعضه البعض وهولاء الشباب تأثروا بموسيقى الراب والهيب هوب ولكل جيل تقليعاته.
يتحكمون في الذوق العام
الافرازات في محيط المجتمع السوداني من الاطراف البعيدة تصب في العاصمة بهذه العبارة ابتدر البروف يحي التكنية حديثه معنا وزاد عليه “نتج عن ذلك تدهور علمي وثقافي بمجتمعنا مما ادى إلى ظهور مجموعات من الفاقد التربوي هم الذين اصبحوا يتحكمون في الذوق العام وفقا للمراحل السنية لم يجد مسرحا ولا دور سينما للترفيه ولا مناهج تربوية ترتقى بذوق الطلاب”، وأشار إلى ان ما يقدم من غناء على مسارح بيوت الافراح لا تطبق عليه لوائح قانون المصنفات الفنية والادبية كما ان شرطة المنصفات لا تلقي القبض على من يروج لمثل هذه الاغنيات الهابطة والدليل الواضح ان المجتمع صاعد بنا الى الهاوية ونسال هل توجد رقابة امنه بأطراف الولايات التي امتدت بسب الهجرة الى الشرق والغرب والشمال