لم ينسى حمدوك وعده للثوار عند خروجهم في مسيرة تعديل المسار بأنّ المُفاجأت السارة في طريقها إليهم في غضون أيام ، أقال أكرم المُثير للجدل وطلب من الوزراء (الضعاف) تقديم استقالاتهم ، وها هو اليوم يختار للولايات ولاة من المدنيين من داخل مُكونات قوى الحرية والتغيير (خطوة) في طريق المدنية ، اتفق الناس او اختلفوا عليهم الرجُل يظُن أنّه أوفى لمن جاءوا به وأجلسوه في وظيفة رئيس الوزراء الفخيمة ، وقد ضرب ببقية مُكونات المُجتمع السوداني من الأحزاب والقبائل والكيانات الأخرى عرض الحائط لأجل إرضاء الحرية والتغيير ، وفي الوسائط يجد القارئ الكريم كمية الهياج والغليان والرفض للولاة الجُدد.
قبل أن يجف حبر إمضاء حمدوك بالمصادقة على أسماء الولاة وردتنا الأخبار بأنّ الإمام رفض المُشاركة وسيقوم بسحب ولاة حزب الأمة السبعة الجُدد ، هل يا تُرى للسيد الصادق رأي آخر للمُشاركة من الأساس كما صرّح في بدايات الثورة بأنّ حزب الأمة لن يُشارك بأي شكل من الأشكال في السلطة التنفيذية للحكومة الانتقالية ولذلك لم يُقدم ترشيحات حزبه ، أو أنّ الإمام ينتظر ما تُسفِر عنه مفاوضات السلام في جوبا حتى يعمل الولاة في جوٍ مُعافى يسوده السلام في كامل التُراب السوداني ، والقارئ الحصيف يعلم سبب تهديد الإمام بسحب ولاة حزب الأمة ، ويعلم أنّ للصادق وزراء داخل الحكومة وأنّه قد تقدّم بترشيحات من حزبه للولاة .
أيُعقل يا قوى الحُرية والتغيير أن تُشركوا سبعة ولاة فقط من مُرشحي حزب الأمة..؟
سؤال افتراضي يدور في ذهن كُل من يُتابع الإمام الصادق من بداية الثورة والتي سخر منها في بداياتها وظنّها فورة لبن لن تلبث إلّا قليلا ، أو كما وصفها هو ببوخة المرقة ، ولم يعلم وقتها أنّ لمن خرجوا وعداً قطعوه على أنفسهم بأن لن يعودوا إلى دورهم إلا بعد رحيل الإنقاذ وقد أوفوا بما وعدوا به ، استشهد منهم من استشهد وأقعدت الجراح من أقعدت ، ومن عاد منهم مُعافى إلّا من أثر السياط على ظهره أو كدمات ضرب المُلثمين على رأسه آثر أكثرهم البحث عن لقمة عيشهم بعيداً عن المُشاركة في السلطة ، وتخاطفها وما زال الأدعياء ومن يظنون أنّ السودان ملكاً مُشاعاً لهم دون الغير.
الواضح أنّ رئيس وزراء آخر ديمقراطية ما زال يظّن أنّه أولى من غيره في حُكم السودان ونسى تفريطه في الديمقراطية وهشاشة حكومته التي ترأسها والتي أغرت البشير وزمرته في إبعاده ، واستلامها منه بلا مُقاومة من أي جهة ، بل وجدوا من الشارع كامل الترحيب والدعم ، الإمام زعلان ولن يرضى حتى لو منحتموه كل ولاة الولايات ووزاراتها ، وقد يُطالبكم غداً بعد ضمانها برئاسة الوزارة (المفقودة) منه ومنح حزبه كُل الوزارات السيادية الفخيمة ولن يرضى.
صحفية الجريدة