فتابرنو : النورس نيوز
تستقبلك فتابرنو بحدائق بستانها الذي يزاوج ما بين اشجار النخيل فارع الطول والمانجو داكنة الأوراق، وما بينهما فواكه أخرى، واحة مخضرة زاهية، تتخلها جداول المياه، لكن المؤسف أن هذا المنظر الخلاب، يشكو الأهمال ولم تجد الثمار من يقطفها؛ فالحياة في المنطقة توقفت بفعل الإعتداءات وصوت الرصاص؛ يقول عبدالله ابراهيم”اجبرنا حتى على سحب طلمبات المياه من “الجنائن”; وبذلك تعطل معها سبل كسب العيش تماما… كان الهتاف الذي حرص المعتصمين اسماعه إلى موكب وفد المركز وهو يدخل إلى المنطقة؛ “حقنا كامل ما بنجامل” فتابرنو التي عاشت ايام عصيبة؛ واحداث روعت المواطن؛ لا يزال اعتصامها منتصب في ذات الميدان الذي ازهقت فيه الأرواح في الليلة الدامية لمحاولة فض اعتصام المنطقة؛ نهار الأمس وصل وفد من المركز يقوده عضو وفد السيادة الفريق ركن ابراهيم جابر؛ وكانت مطالب الناس واضحة؛ تلخصت في أن “مشكلة فتابرنو ليست قبلية ولا تحل عبر الإدارة الأهلية؛ المشكلة فرض هيبة الدولة؛ وهذه من مهام حكومة”
وعلى الرغم من الأحداث المؤسفة التي شهدتها المنطقة في الاسابيع الماضية والتي تمثلت في الاعتداء على المعسكر ومقتل وجرح العشرات من الأبرياء، الأ ان اعتصام “فتابرنو” لم يجد حظه الكافي في أجهزة الإعلام المركزية، مثلما حدث في اعتصام نيرتتي، ربما لوعورة المنطقة وموقعها الجغرافي البعيد، وسط المدنية نصب المعتصمين خيامهم، وربطوا مكبرات الصوت، فالوقت لأخذ الحقوق ورد المظالم ، مثلما يقول علي أبكر شاب ثلاثيني، الذي أضاف لـ(النورس نيوز) : مثلما نجحت الثورة في إزالة النظام الظالم الذي عانينا منه جاء الوقت لنكمل مطالبنا في حياة كريمة وآمنة، حماس الناس في الاعتصام متواصل، ويتملكهم أصرار عجيب للوصول إلى النهاية التي يرغبون فيها.
يحكي يحي آدم أسحاق، أحد الذين يقفون خلف تنظيم الاعتصام، تفاصيل مروعة تجسدت لحظة محاولة فض الإعتصام، ويتساءل قائلا “: ما الذي يجعل مجموعة غير حكومية تعتدي على اعتصام نظمناه نحن داخل منطقتنا ، ورفعنا مطالبنا للحكومة وليس لهم” ، ويشير يحي إلى ان ثمة تأخير وبطء حكومي ساهم في تفاقم الأوضاع، ويلفت إلى ليلة الأحداث التي كان شاهدا عليها، ويضيف”;كان في امكان الحكومة ان ترسل تعزيزات عسكرية بصورة عاجلة تنجب المنطقة الكارثة المؤسفة”؛ وينوه إلى أن الاعتداء تم بصورة وحشية، من قبل اناس يركبون الدراجات النارية وسيارات الدفاع الرباعي، هجموا على الاعتصام قتلا وضربا وبعدها نهبوا بعض المنازل ولاذوا بالفرار، ويؤكد يحي أن القوة العسكرية الوحيدة الموجودة في المنطقة انسحبت دون أي مقدمات مما تركت ظهر المعتصمين مكشوفا.
وصول وفد المركز بقيادة الفريق ركن ابراهيم جابر إلى مقر الاعتصام يمثل أول وصول لوفد مركزي، ولكن كانت ليلة البارحة طويلة على الوفد الذي ربما لم يتخيل صعوبة المهمة، فأكثر من 12 ساعة مكثها الوفد في اجتماعات متواصلة مع المعتصمين للبحث عن حلول تمكنهم من رفع الاعتصام والاتجاه إلى الزراعة، هؤلاء الناس لم يزرعوا حتى الآن والخريف يمضي والزراعة تمثل النقطة الأهم في حياتهم المعيشية، وعلى الرغم من المطالب الواضحة التي دفع بها المعتصمين إلى الحكومة الا ان القضية الأكثر أهمية هي مسألة ملكية الأراضي، فالمعتصمين يصرون على ترحيل قرى “فرقان” ; تعود للعرب من ديارهم، وبصورة أكثر قرية تدعى “منن” ، لا تبعد بعيدا عن فتابرنو وتقع في الطريق المؤدي إلى كتم، يقول الناس هناك ان هذه القرية انشأت في العام 2009، على خلفية نزوح أهل المنطقة الأصليين، يقول عبدالله هارون” عندنا فريق في الطريق” قرية”هذه أس المشكلة؛ هناك حوالي 37 فريق” قرى”; من هذا النوع تعتبر مهدد للأمن في المنطقة؛ قرارات الوالي حتى هذه اللحظة لم تنفذ؛ ونطالب المواطنين بآلية قوية جدا؛ وزاد” ما لم تحصل معالجة الآن فأي معالجة أخرى غير مجدية”
في وقت متأخر من الليل أستطاع المجتمعين الحكومة والمعتصمين التوصل إلى اتفاق مع انه لم يعلن بعد من واقع ان الوفد المركزي الذي عاد إلى كتم سيعود مجددا إلى المنطقة اليوم وهو في طريقه لإعلان الاتفاق، ولكن وفقا لمعلومات أن الاتفاق تم على تشكيل قوة عسكرية مشتركة (جيش ، دعم سريع ،شرطة) من 50 سيارة لتوفير الأمن لحماية الموسم الزراعي، كما اتفق الطرفان على القبض للمتسببين فى الأحداث وتقديمهم للعدالة ، الى جانب فض الاعتصام سلميا.
في اجتماع صريح داخل مدرسة فتابرنو؛ تحدث المواطنين؛ بكل ما عندهم؛ من حقائق ومرارات وتجارب قاسية؛ عاشوها؛ استمع الوفد إلى تلك المعلومات؛ قبلها تم توزيع المطالب إلى أعضاء الوفد في ورقة مكتوبة؛ أبرزها حماية الموسم الزراعي؛ وتحقيق الأمن؛ وطالب الملك محمد الطاهر؛ في قضية الأمن بتخصيص قوات محايدة؛ واضاف”نفتكر القوات الموجودة الآن على أرض الواقع غير محايدة بالضرورة” ونوه إلى “أن كلمة محايدة؛ تعني أن هذه القوات لا تشمل وجود أولادنا ولا اولاد الناس اللي عندنا معاهم مشكلة؛ اي تسويف في هذا البند؛ غير” ويقول معز ابراهيم أن من المطالب نزع وجمع السلاح؛ لأنه أكثر حاجة تسببت في خلل في المنطقة؛ ونوه إلى أن خطة جمع السلاح التي كانت 2013 نفذتها قوة غير محايدة وجمعت سلاح من ناس وتركت آخرين؛ وقال مصطفى عبدالله؛ إن المنطقة شهدت أحداث دامية؛ وزاد” معلوم أن اللجنة الأمنية لمحلية كتم عجزت في تنفيذ مطالبنا؛ القوة الموجودة ليست كافية لحماية الموسم والمواطن؛ ومطلوب البحث عن حلول انية لأن الموسم قد بدأ”.