كلام صريح _ وزير سد النهضة _ سمية سيد
بروفسير ياسر عباس، وزير الري، من الكفاءات الوطنية المعروفة.. استطاع أن يدير التفاوض حول سد النهضة الإثيوبي بما يحقق مصلحة الوطن. وليس كوسيط محايد لتقريب وجهات النظر وتقليل الخلاف بين مصر وإثيوبيا. ولا أخفي تأييدي لطريقته في إدارة هذا الملف الشائك.
لكن من يقنع السيد وزير الري أن مشكلات البلاد لا تنحصر فقط في إدارة ملف سد النهضة؟
صحيح أن الموضوع كبير ومهم وحساس، ويحتاج إلى حنكة سياسية وإدارة مهنية، تغلب المصلحة الوطنية، بعيدا عن أي استقطاب من قبل أي جهة خارجية. لكن السيد وزير الري نزل بثقله في ملف سد النهضة وأهمل قطاع الإنتاج ودور وزارة الري في إنجاح أو فشل القطاع الزراعي، ولم تكن هذه المهام في سلم أولوياته أو اهتمامه الشخصي كوزير مسؤول عن قطاع الري في البلاد.
الآن الموسم الصيفي قاب قوسين أو أدنى من إعلان فشله بشكل تام.. والسبب هو عدم قيام وزارة الري بدورها المطلوب.
فات على وزارة الري التعامل على أساس أن الزراعة مواقيت. فلم تقم بواجبها منذ انطلاقة الموسم في عملية التحضير.. انشغل بروف ياسر وطاقم الوزارة بشواغل سد النهضة وترك شواغل الزراعة للمزارعين (ياكلوا نارهم).مشروع الجزيرة وبقية المشاريع القومية لم تتمكن حتى اللحظة من إدارة العملية الزراعية بالأسس المعروفة بسبب فشل وزارة الري في معالجة العطش. انقطاع المياه عن قنوات الري الرئيسة، مع تأخر وصول الجازولين وضعف التحضير ادخل المزارع في هلع من توقعات ضياع الموسم.
المزارعون أوصلوا شكواهم منذ بداية الموسم لكل المسؤولين بالدولة، دون أي استجابة من أي جهة رسمية للتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
مشكلة الري ليست جديدة وهي من الأزمات المتكررة في كل موسم زراعي، لكن في هذا الموسم زادت بشكل كبير بسبب الاهمال وعدم تخصيص ميزانية لمعالجة مشكلة الري بشكل جذري، واعادة هيكلة الإدارات التي ظلت تستأثر بالامتيازات دون تقديم خدمة مرضية للمنتج الحقيقي.من الأخبار الغريبة التي اطلعت عليها الأيام الماضية أن السيد وزير الري عقد اجتماعا اسفيريا مع مديري الإدارات واطمأن على سير العمل في العروة الصيفية، وموقف انسياب مياه الري في المشاريع القومية الأربعة، وأكد أنها تسير بصورة ممتازة جدا وأن عمليات الصيانة أيضا تسير بصورة جيدة!
لا أعرف مغزى الاجتماع الاسفيري، في الوقت الذي كان على الوزير أن يكون داخل الغيط بشكل مستمر، بعيدا عن التقارير المفبركة.. وأقول المفبركة لأن مشكلة الصيانة وأزمة الكراكات لا زالت قائمة حتى لحظة كتابة هذه السطور.
إنقاذ الموسم الصيفي أو تقليل الخسائر يحتاج لبرنامج اسعافي على وجه السرعة. وقبل ذلك إلى تدخل مباشر من رئيس الوزراء.
لطالما قلنا إن حل المشكلة الاقتصادية في حل مشكلات الإنتاج الزراعي. لكن لمن تقرع الأجراس.؟