إتسعت رقعة الإحباط بين عموم مكونات الشعب السودانى وأصبحت معظم قطاعات الشعب السودانى ترفع حاجبها الأيمن فوق حد الدهشة وتخفض حاجبها الأسفل دون مستوى التعجب وتقول بصوت جهور وخجول (ما خجلتنا يا حمدوك) أيها المخلص للشعب السودانى من غياهب المجهول يا من عُقّدت عليك الآمال العراض أليس أنت من أصبحت نغمة فى أفواه الثوار والشفاتة والكنداكات وأصبح شكرك على كل لسان قبل أن تختفى كلمة شكراً حمدوك من على الشفاه وتتلاشى وتذهب مع رياح الإحباط الذى أحاط بكل قطاعات الشعب السودانى إحاطة السوار بالمعصم
فالمؤازرة والدعم الذى منحك له الشعب لم يمنحه لمحمد أحمد المهدى والخليفة عبدالله التعايشى ومن خلال سلحفائية أدائك تراجع هذا السند الشعبى وخابت الآمال ولا سيما بعد أن فشلت وفشلت حكومتك الأولى فى وضع حصان التنمية أمام عربة الوعود التى وُعد الشعب السودانى بتحقيقها بمجرد تسلمك مقاليد الأمور وأن هناك مبلغ ٦٣ مليار دولار تم نهبها من قبل رموز النظام البائد سيتم إستردداها من الخارج وأنها ستودع فى خزينة البنك المركزى وأن هناك عشرات المليارات من اليوروهات ستمنح لحكومتك من أجل إعادة السودان إلى سيرته الأولى وأن كل مواطن سودانى سيشعر بالإستقرار والرضاء على المستوى الشخصى والذى بدوره سينعكس على الوضع العام بالبلاد
وكلما إلتهمت الثوانى عمر الزمان وتقدم العمر بحكومتك كلما إلتمس الشعب عدم قدرتك على إدارة دفة الأمور بالبلاد ونجاحك بالعمل فى المنظمات الدولية لا يمنحك تأشيرة نجاح فى إدارة حكم السودان فحكم السودان يختلف عن المنظمات الدولية ويمكنك أن تصبح أمينا عاما للأمم المتحدة بذات هدؤوك وما أجمل صوتك عندما تبدئ قلقك وأنت أمينا عاما للأمم المتحدة لكن عملية حكم السودان لا تحتاج إلى رئيس وزراء بمواصفاتك التى تتمتع بها فالسودان فى حاجة إلى رئيس وزراء قائد وهناك فرق كبير ما بين القائد والأفندى
ويمكن القول أنك عجزت فى الإستفادة من علاقاتك الدولية فى فك العزلة عن السودان وعجزت عن إختيار حكومة متناغمة تساعدك فى عملية إدارة البلاد وأكبر دليل على ذلك إعفاء عدد من وزرائك فى الأيام الماضية وأصبحت فى حالة بحث عن وزراء جدد ولسان حالك يقول أنك تبحث عن وزراء بدل تالف من أجل سد الفراغ الذى تعيشه حكومتك الإنتقالية ويبقى السؤال المطروح أمام حمدوك إلى متى ستفرض هيبة الدولة لمحاربة التجار والسماسرة الذين أصبحوا يمثلون دولة داخل دولة وهم أصحاب التوقيع الإبتدائى والنهائى فى فرض أسعار السلع الإستهلاكية ولا صوت يعلو فوق صوتهم فى ظل العجز الواضح لحماية الدولة للمواطن من هذا الجشع وإلغلاء الفاحش*.
نــــــــــص شــــــــوكــة
واهم من ظن أنه ليس بالخبز وحده يعيش الإنسان فبالخبز يعيش الإنسان وتوفير معاش الناس يجب أن يسبق كل البرامج إن كانت هناك خطط وبرامج أصلا (وأطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) فالإطعام من الجوع يسبق الأمن من الخوف وعجز حمدوك عن توفير معاش الناس يعد بمثابة رصاصة الرحمة على الحكومة الإنتقالية
ربــــــــع شــــــــوكــة
أمامك فرصة أخيرة للعبور بالسودان إلى بر الأمان والمواطن لا يأكل ولا يشرب خطاباتك المسجلة المختومة بعبارة سنعبر وسننتصر
yassir.mahmoud71@gmail.com