ما أن اذيع ان القوات المسلحة بصدد فتح بلاغات عن طريق جرائم المعلوماتية في كل من اساء إليها إلا وأعاد بعض حمقى مراهقي قحت ذات الإنتقادات بل ذادوا كيلهم عبارات وتمادوا في وقاحتهم بصورة مقززة ومستفزة، ولم يتوانى آخرون في المطالبة بمحاكمة القائد العام للجيش (رئيس المجلس السيادي الإنتقالي) الفريق أول ركن “عبدالفتاح البرهان” من منطلق منحه رتبة فريق وتعيينه نائبا له فضلا عن أخريات بينها عملية فض الإعتصام التي نسبوها لهؤلاء.
قرأت البيان المعتوه ومنشورات أخرى وتلبستني الحيرة من هذا الحديث الذي لا يصدر إلا من جهلاء أو غرباء لم يواكبوا المرحلة الفائت. واقول لهؤلاء مستندة إلى وقائع ومكاتبات انه لا يمكنكم نكران دور الجيش في حماية الإعتصام الذي مهدت له اللجنة الأمنية وعليه فتحت القيادة باحتها على مصراعيها لتضرب فيها الخيام وتقام فيها الفعاليات السياسية والثقافية ويختلط فيها الحابل بالنابل ولم يسلم منها حتى الأجانب وعملاء المخابرات بالداخل والخارج كل ذلك والقوات النظامية تشكل لكم الحماية للحد الذي رفعتم فيها صورة القائد “حَميدتي” وامطرتموه غزلا وإطراء هذا قبيل ان تعودوا وتشتموه والجيش. ثم إن كنتم اصدرتم حكمكم بتورط العسكر في فض الإعتصام فما الداعي للجنة التي تعكف منذ مدة على كشف المتورطين في عملية فض الإعتصام، كان عليكم الإنتظار وان ثبت تورط أي منهم عندها لا كبير على القانون ودونكم محاكمة احد ضباط الدعم السريع الاسبوع المنصرم.
اما ما يلي منح القائد “حَميدتي” رتبة ومنصب اظنكم تعلمون ان البرلمان السوداني المنتخب أجاز ايلولة قوات الدعم السريع للقوات المسلحة منذ العام 2017م بأن يكون تحت ولايتها ويأتمر بقانونها فقط بقيادة منفصلة ما يسبغ عليها الشرعية سيما بعد تنظيم افرادها واخضاعهم لتدريبات وضوابط وهي الآن تعمل جنبا إلى جنب مع المنظومة الأمنية وحققت إنجازات باهرة على كافة الصعد هذا إلى جانب معارك فاصلة خاضتها شرقا وغربا على رأسها معركة( قوز دنقو) وانتم تعلمون ذلك تماما إذن كيف تستنكرون الرتب وغيره، واظنكم تعلمون علم اليقين ان المكون العسكري بالمجلس السيادي إنما تم تكوينه بموجب الوثيقة الدستورية ورضا قحت والمدنيين وهم على توافق تام وبما ان “البرهان” رئيسه بل رئيس الحكومة جمعاء فله الحق في اختيار نائبه وهو حر في اختياره.
يا سادتي لا تزجوا بالقوات المسلحة بشقيها في الصراعات السياسية فهي المؤسسة الوحيدة التي يتساوى فيها الجميع كونها كيان مجرد مندمج في التركيبة الوطنية الإجتماعية، ومن المعروف إنها دائمة الانحياز لشعبها وتجاربها معروفة منذ ثورات أكتوبر 1964م وانتفاضة أبريل 1985م وثورة ديسمبر 2019. ليتكم تدعونه وتركزون في القضايا الجوهرية والبلاد والمواطن يعاني شظف العيش وتتكالب عليه الهموم، وليتكم تعلون كذلك من الحس الوطني فللجيش قدسيته واحترامه وإهانته تعد خروج على القانون وتعرض الأمن القومي للإختراق أو كما ذكر بعض الخبراء.