أطياف _ حلايب مصرية !! _ صباح محمد الحسن
بعض القرارات يجب ان تكون آنية وعاجلة ولا تقبل التأجيل، تلك التي ترتبط بالسيادة الوطنية، وبعزة الشعب وكرامته، وكتبت كثيراًعن حلايب وشلاتين في أعمدة قبل انضمامي الي صحيفة الجريدة ولكن لأن قاريء الجريدة ( غير ) ظلت تصلني عدة مطالبات بالكتابة مجدداً، لاسيما عن قضية التعدين من قبل شركات عالمية في المنطقتين، والغريب في الأمر أن في كل المرات الفائته التي تحدثت فيها عن حلايب لم أقل يوماً إن (حلايب سودانية) لأني أرى ان المطالبة بالحق هو اعتراف غير مباشر للطرف الآخر بملكيته، فبمثلما انني لايمكن ان اقول شندي سودانية، لن أقول حلايب سودانية أبداً، حلايب أرضنا التي لايستطيع شخصاً ان يتعدى عليها، ولو ضعفت الحكومات موقفاً وارادة، لن يضعف الشعب السوداني ابداً، الذي لم ولن تمثله تلك المواقف المتراخية من المسؤولين في الدولة والإبتعاد عن اتخاذ قرار قوي يمنع تلك الأيادي التي تمتد تلصصا إلى أراضينا لتعبث بها ولن تستطيع يوما أن تصل إلى أهدافها ومراميها، لأن اللص ان سرق منك شيئاً لايعني هذا انه أصبح ملكا له ولن تسقط سرقته ملكيتك، وهذه قضية تحسمها الخرائط الحقيقة لا المزورة.
والجدل والحديث والخلاف فيها يعطي من ليس له حق الشعور بأنه صاحب حق وهذا خطأ كبير، لكن يمكننا ان نعترض حقاً على وجود شركات عالمية تعمل في معادن الذهب بعيدا عن علم حكومة السودان وموافقتها وهذا يعني تعديا وعدم احترام بيناً وصريحاً للحكومة والشعب ولسيادة الوطن،
وأمس الأول جاء في الاخبار ان السودان جدد تمسكه بحلايب وشلاتين كحق اصيل لا يحتمل التشكيك و اعلن الدكتور معاذ تنقو رئيس المفوضية القومية للحدود ان السودان نجح في ايقاف نشاط بعض الشركات العالمية المستثمرة في معادن الذهب والمنجنيز وغيرها في تلك المناطق وانه ماضٍ في سياسته حفاظا على حقوق السودان التاريخية في المنطقة قائلا: لا توجد ذرة شك أن حلايب وشلاتين سودانية وكل ما يقوم به المصريون ليس إلا محاولة منهم لمغالطة الواقع ولي عنق الحقيقة ونحن في المفوضية نمتلك كل الوثائق التاريخية والجغرافية التي تثبت ذلك ولكننا لسنا جهة إتخاذ قرار وإنما نملك هذه المعلومات للجهات السيادية صاحبة القرار لممارسة الفعل السياسي والقانوني على ضوئها.
وأضاف تنقو خلال المنبر الصحفي الذي نظمته طيبة برس: وسائل الإعلام السودانية ظلت تنشر صور خرائط غير صحيحة لدولة السودان وهذا أمر خطير للغاية لأنه يكون دليل إدانة واضحة ضدنا في المحاكم الدولية لذا فإنني أناشد الإعلاميين بضرورة إستقاء خريطة السودان من المفوضية القومية للحدود وسنقوم بتوزيعها عليهم مجانا حتى لا تتكرر مثل هذه الأخطاء المكلفة مستقبلا.
وأردف حلايب وشلاتين مساحتها تتجاوز 18 ألف كلم ورغما عن هذه المساحة الشاسعة التي تصل لمساحات دول عربية أخرى إلا أن مصر لا تريد أبدا اللجؤ إلى التحكيم الدولي وذلك لمعرفتها التامة بضعف موقفها في هذه القضية وخسرانها لها مع خبرتها القانونية الكبيرة في محكمة العدل الدولية ) وتنقو ( كتر خيرو ) قال انه لايملك القرار ولكنه جعل الكره في ملعب مجلسنا السيادي، الذي نتمنى أن لايجعلنا نشرب من كأس الذل الذي سقتنا منه حكومة المخلوع، التي جعلت كرامة هذا الوطن وسيادته وعزة إنسانه آخر همها، فاذا كانت حكومتنا مازالت تقف مكتوفة الأيدي امام قضية حلايب وشلاتين والمشاركة في الحرب ضد أشقائنا في اليمن، إذاً ماقيمة التغيير، وما الفرق ان بقي البشير في مقعده او ذهب ؟؟
وهل ذهاب البشير فقط، لاعتلاء الكراسي والمقاعد بدلاً عنه، ام أننا كنا فقط نحتاج إلى تغيير الوجوه، فذهاب المخلوع يعني سياسة جديدة تختلف عنه وعن منهجه وانحناءته في كثير من المواقف التي جعلتنا نعتصر الوجع ونحن الذين لانقبل الذل والهوان على غيرنا ناهيك على أنفسنا، ولو ظلت هذه القضايا عالقة فيجب ان يكون المجلس السيادي أقل (فصاحة وتنظيراً) في بيع العبارات الجوفاء أننا جئنا لننفذ رغبات الشعب ونسترد له كرامته، ونحقق له الأمن والاستقرار، فالجيش مهمته حماية الأرض من التعدي مبدأً، وليس استردادها، والتحية للشعب العظيم الذي ظل يقف وقفة بطل واحد للمطالبة الفورية لتحرك الجهات الرسمية بقرارات قوية وعاجلة ولكن كفوا عن (حلايب سودانية) فهذه الحقيقة الحاضرة ليست الغائبة، ودعوهم ينادوا ويطالبوا ويرفعوا شعارات (حلايب مصرية ) هم أكثر حاجة إلى هذه العبارة وليس نحن !! لتعي حكومتنا ان هنالك قضايا أهون بكثير مما نعانيه اقتصادياً وما طعم الخبز إن سُلبت الكرامة وما فائدة معدة شبِعة وصاحبها يشكو احساس الوجع وماقيمة الطعام إن شعر صاحبه بمرارة الذل والهوان ؟؟ استردوا لنا كرامتنا أولاً.
طيف أخير :
أحب مكان وطني السودان فيه ( النيل ) !!
صحفية الجريدة