مشاهدات الظهيرة ..(ليس بعد القحط عيب)- حسن اسماعيل
ّـ مدخل بصحبة الشاعر محمد عبد الباري ….
ــ شئ يطل الآن من هذى الذرى
أحتاج دمع الأنبياء لكى أري
النص للعراف والتأويل لي
يتشاكسان هناك … قال (وفسرا )
ماقلت للنجم المعلق دلنى
مانمت كي اصطاد رؤيا في الكرى
شجر من الحدس القديم هززته
حتى قبضت الماء حين (تبخرا )
لا سر .. (فانوس) النبوءة قال لي ماذا سيجرى … حين طالع ماجري
في الموسم الآتي سيأكل آدم (التفاحتين) وذنبه لن (يغفرا )
الأرض .. سوف تشيخ قبل أوانها
الموت .. سوف يكون فينا انهرا
وسيعبر الطوفان من أوطاننا
من يقنع الطوفان ألا (يعبرا) …
ستقول ألسنة الذباب قصيدة …
وسيعتلي (ذئب) الجبال المنبرا
ــ إحدى والدات الشهداء تحكى قصتها لجارتها هذا الصباح أنها رأت ابنها الشهيد في النوم وهو يصلي غربا عكس القبلة فتستيقظ موجوعه وتحكى لأبيها والدموع تقترن أسفل ذقنها فيخبرها الأب أن تخرج مع الخارجين ضد قوانين ( عبدالباري) حتى يصحح ابنها صلاته ( صلاة العقيدة) وصلاة السياسة والهتاف والإسناد الصحيح للمواقف الصحيحة
ــ في جوبا .. يتخير أعضاء الوفود أنصع لبساتهم ويوافقون بين ألوان الأقمصة وربطات العنق ويسكبون أرقي أنواع العطور تحت إبطيهم ويمصون اصابع الخنصر والسبابة استعدادا للتوقيع علي اتفاق السلام الذى لم يكن الأول ولن يكون الأخير .. في ذات اللحظات كانت ( فتابرنو) تشم وحدها رائحة الحريق وتقبر الجثامين وتكتحل بالرماد وتعافر الموت وتبصق علي أولئك … تجار الحرب وسماسرة الاتفاقات وهم يتجولون الآن في مزاد الكراسي يتخيرون مقاعدهم ووحدها فتابرنو ستظل واقفه ( شماعه) بقية الطريق … قال سلام قال
ــ لعيبة خط الوسط في فريق حمدوك يفلتون الكرة كل مرة و(يباصونها) خطأ للتيار الإسلامى الذى يصوبها نحو المرمى .. والبرهان لايدرى أيتها يصد وأيتها يرد ونصرالدين عبدالباري ( سبحان الله) كأنه يرى ان غول الفشل الإقتصادى ليس كافيا لمطاردة حكومته فيطلق غولا آخر … والإمام علي كرم الله وجهه يضع عصاه اسفل لحيته ويردد … اللهم اجعل خصمى سميعا بصيرا
ــ حكومة قحط مثل خنزير يعرف صاحبه كراهية الناس لخنزيره فيحمله الي المحطة الوسطى ويصيح ( الركلة ) بعشر جنيهات فقط ويتدافع الناس للركل فيمتلئ جيب صاحبنا بالنقود ويشبع الخنزير ركلا ويفش الناس ( مغستهم) ولاتسألنى عن صاحب الخنزير
.ـ وغراب حزب الامة النبيه يلقي بالحجارة داخل (قلة) المناصب عله يظفر بتسعة من مناصب الولاة ولكنه بعد كل هذه المحاولات يعود ليبكى مع المتنبئ ..
(يا ساقيي .. أخمر في كؤوسكما ؟ ام في كؤوسكما هم وتسهيد )
ـ ويبقي الامام الصادق هو الرجل الذى خرج منذ ستين سنة ليصطاد أرنبا فظن أنه اصطاد فيلا .. والفيل يضحك في مرعاه .. والحبل الفاضي يتدلي فوق كتف الإمام تهزه الريح ويبكى مثل ديك القرية ( المشي سوق المدينة مدلدل ورجع مدلدل )
ــ قلت لبعض الخارجين من مساجد الخرطوم بعد صلاة الجمعه اليوم لاتنسوا أن ترفعوا علي أكتافكم ( سعيد البوم) فقالوا :-ومن يكون؟ فقلت لهم ( الجا يكحلها عماها ) فقالوا لم نعرفه .. فقلت لهم : (ياخ ) اسألوا ( يور ) حارس الهلال .. اسألوه عن كل الأقوان العكسية التى تلج مرمى الرفاق بأقدام الرفاق
. عزيزى برهان .. رئيس مجلس سيادة ( السعن) .. والسعن هو وعاء جلدى تحمله مملوءا علي رأسك فيخر عليك كل هذه الاحراجات … كم مرة سنهمس في أذنك … هذا عشق أجدب
ـ سألنى صديق قحطاوى (مذهلل) (من ناس كنبة ورا) … الناس ديل طالعين يسقطوا الحكومة؟ فقلت له لا … طالعين ( يضقلوا بيها بس) ففي ذلك متعة اكثر من متعه التصويب خاصة عندما تكون النتيجة محسومة وغلة الأهداف وفيرة
.ـ مخرج ….
ناديت يايعقوب ..تلك نبوءتي
فالغيمة الحبلي هنا لن تمطرا
قال اتخذ هذا الظلام خريطة
عند الصباح سيحمد القوم السرى
لاتبتئس
فالبئر يوم واحد
وغدا تؤمرك الرياح علي القري
اخلع سوادك
في المدينة نسوة قطعن أيديهن عنك تصبرا
قم صل نافلة الوصول
تحية للخارجين الآن من صمت الثرى
واكشف لإخوتك الطريق ليدخلوا من ألف باب إن ارادوا خيبرا
ستجئ سبع مرة
فلتخزنوا من حكمة الوجع المصابر سكرا
سبع عجاف .. فاضبطوا أنفاسكم ..
من بعدها التاريخ يرجع أخضرا
هي تلك قافلة البشير تلوح لي
مدوا خيام القلب واشتعلوا قرى
أشتم رائحة القميص
ولطالما هطل القميص علي العيون وبشرا …
(الشاعر محمد عبدالباري)