الطريق الثالث _ الجيش والسلطة والمال -! _ بكري المدنى
أتابع مثل كثير من الناس بقلق كبير ما يراد بالجيش السودانى تحت دعاوى الترتيب الأمنى و التجريد من قوته الاقتصادية وابعاده عن مركز السلطة ليصبح مجرد حارس بوابة فقط مهمته إفساح المجال للداخلين و الخارجين مع التزامه بالقيام في حضرة بعض القادمين وبعض الحاضرين والذين يريدون اضعافه ليسهل لهم ما بعده ومن بعده وهل يبقى بعده شيء؟ !
ان الجيش قبل كل شيء وليس بعده شيء وإن كانت الأوامر العسكرية تمنع مجرد الاقتراب من مواقعه وتصويرها وتمنع نقل أخباره و تحركاته فإن المسؤولية تحرم الإخلال بلوائحه وضوابطه كمؤسسة وطنية لا تقبل المساس
ليست هناك مشكلة فى الترتيبات الأمنية التى تراعي ضوابط ولوائح القوات المسلحة ولكل السودانيين الحق والشرف في الانتماء إليها وفق اللوائح والضوابط المعلومة وبالنسب التى لا تخل بقوميتها من القمة للقاعدة وهذى احقية لا يفترض أن تكون محل خلاف ابدا
ان لكل الجيوش في العالم مؤسساتها الإقتصادية ومن حق الجيش السودانى ان تكون له مصادره المالية الخاصة وهي إضافة لإقتصاد البلد وليست خصما عليه اما بالنسبة للسلطة فإن للجيوش في كل الدنيا(عود)فيها سواء كان(مدفون) أو (قائم)وفي السودان نريده(مرق)بائن حتى لا يسقط السقف فوق رأس الجميع!
هنالك فرق بين ممارسة السياسة وإدارة السلطة وان كان المنطق يمنع العسكريين من ممارسة السياسة ليبقوا على الحياد فإن المطلوب والحاجة في حال السودان ان يكون للعسكريين دور ووجود في ادارة السلطة يمثلون فيها بالرتب العليا حسب تراتبية الجيش
في حال بلد كالسودان -برأي -يجب ان تحفظ حصة الجيش في السلطة تنفيذية كانت او تشريعية وبنسبة ثابتة حتى في الأنظمة الديمقراطية ويقينى ان كثير من المدنيين يفضلون ويثقون في تمثيل العسكريين لهم وليس الحزبيين !
ان كان لكل الجيوش في العالم سهم في السلطة وجعل من المال فكيف بالجيش السودانى الذي هو القوة الوطنية الأولى التى تعطي الإحساس بالأمان و بالانتماء الكامل إليها والثقة التامة بها و بما رسخت من مواقف وطنية على مدى الأيام والدهور؟!
نصف قرن من الزمان والجيش السودانى يخوض حروبا فرضت عليه في كل الجبهات ومع ذلك لم ترصد له معايب نهب او تعذيب او اغتصاب او قتل أسير ولقد كان ولا يزال محل ترحيب كل المواطنين في حالة الانتصار او اعادة الانتشار
مثلما لم ينكسر الجيش السودانى في الحروب فسوف لن تهزمه محاولات النيل منه بالمؤمرات وتفسير المطالب بما تشتهي شياطين الإنس والجن وسوف يظل عصيا على الكسر وكبيرا فوق الكسور !
أعزائي البرهان وكباشي وانتما تمثلان وجهي الهوية السودانية وتحفظان قومية القوات المسلحة حاذرا ان يكتب في سيرتكما غدا ان في عهدكما أضعف الجيش وضاع الوطن فليس هناك وطن بلا جيش او جيش غير وطنى !
صحيفة السودانى