تم الاعلان عن القبض على مواطن ينتحل صفة ضابط بالقوات المسلحة ، بكامل الزي والعلامات العسكرية.. ويمارس تجارة العملة وتهريب الذهب.. وذلك بحسب تعميم صحفي صادر من مكتب الناطق الرسمي للدعم السريع..
المتهم انتحل صفة ضابط برتبة نقيب منذ سنوات .. ويتردد على القصر الجمهوري وديوان الحكم الإتحادي.. وضبطت بحوزته وثائق.
خبر اليوم ذكرني القضية ذائعة الصيت التي وقعت في اغسطس 2011م واطلقت عليها حينها (طبيب عطبرة المزيف).. كانت من أميز المهام خلال مسيرتي الصحفية.
زرت عطبرة والتقيت الشرطة وادارة المستشفى .. ومواطنين في السوق.. ووزيرة الصحة بالولاية والتي كانت أخر من تعلم.. وأجريت حوارا مع الطبيب المزيف الشاب معاوية.. قدم خلاله افادات مثيرة.. شغلت الرأي العام.
كان معاوية يعمل في كافتيريا مملوكة لخاله بمدينة بورتسودان.. الصدفة قادته لدخول مستشفى المدينة زائرا ووصول مصابين جراء حادث.. ووجد نفسه يعاون الكوادر الطبية، داخل غرفة العملية الصغيرة.
في اليوم التالي تولدت لديه رغبة الذهاب إلى المستشفى ..ودخل العملية الصغيرة وواظب على الحضور .. وذهب للمشرحة وتعرف على طلاب الطب المتخرجين من جامعة البحر الأحمر .. واستمر معهم لعام ونصف العام.
وانتقل لعطبرة وهو من أبنائها وبدأ يتردد على المستشفى.. وبعد يومين وقع حادث مروري لبص نزف ركابه دما.. وكان الأطباء في إضراب فتكرر سيناريو بورتسودان.
المهم ان معاوية ومهنته سائق (ركشة) تم فضح أمره من قبيل الصدفة .. حيث كان رجل شرطة يتجاذب الحديث مع صديق لمعاوية وعلم منه بحقيقته.
المؤكد ان القوات المسلحة ليست مثل المؤسسات المدنية .. لكن الذي استوقفني في قضية الضابط المزيف الطريقة التي تعاملت بها الدعم السريع.. والتي حملت قدرا كبيرا من النيل – ولا أقول الاستهزاء – من القوات المسلحة.
لا أدري بالضبط دوافع الدعم السريع من التشهير بالجيش بتلك الطريقة الشنيعة .. فليس كل مابعرف يقال .. والذي يقال يكون بقدر الحاجة.
والصلاة فيها السر والجهر .. وكذلك المعلومات المدنية دعكم من العسكرية .. ومايثير الاستغراب حقا أن الدعم السريع اعلن اخضاعه للضابط للاستجواب بواسطة استخباراته.. والطبيعي تسليم المتهم للجيش.
ليست هي المرة الاولى التي (تخرمج) فيها اسنخبارات الدعم السريع .. سبق وان اعتقلت بالخطأ السياسي المشاغب عمار السجاد.
اضطر معها قائد الدعم السريع بالوكالة الفريق عبد الرحيم دقلو .. للتدخل ومعالجة الأمر بحكمة، بمهاتفته للسجاد والاعتزار له.. والاعتزار من شيم الكبار وكذلك قبوله.
لسنا بهدف خلق شقة بين القوات المسلحة والدعم السريع .. ودور الاولى معلوم وكذلك الثانية .. ولن يكون الدعم السريع يوما ما بديلا للجيش أو يرتقي مكانته.
ثم ان قوة الدعم السريع بالوقوف جنبا الي جنب القوات المسلحة .. خاصة في ظل السهام التي تنتاشها وباستمرار .. ولم يسلم منها حتى قائدها محمد حمدان (حميدتي).
ستكون نهاية الدعم السريع وقيادته لو أرخت سمعها لمن يحاولون جرهم الي فخ ، (مخاشنة) الجيش .. أو التحدث معه بلغة (أصحاب الكتوف المتلاحقة).
وجود الدعم السريع في المشهد السياسي معلوم .. وجهد حميدتي مقدر .. لكن الاسناد الحقيقي له كان ومايزال من الجيش.
ان المؤسسة العسكرية السودانية صاحبة تاريخ ناصع .. من قبل استقلال البلاد .. ليس من الحكمة التربص بها في شخص شاب مغامر انتحل صفتها.
من شعارات الدعم السريع ، (الحسم).. ونأمل من حميدتي ونائبه دقلو حسم من يحاولون تزييف وتشوية تاريخ أعرق المؤسسات السودانية.. وأكثرها انضباطا وتضحية.
يكفي أنها حارسه مالنا ودمنا .. رغم ان التضخم ابتلع اموالنا وفي طريقه الي أن (يبتعلنا نحن)
آخر لحظة الصادرة اليوم الاربعاء 15 يوليو 2020