بينما يمضي الوقت – إلى ماذا ترمي يا هذا؟- أمل أبوالقاسم
في الوقت الذي تتنكر فيه قوات حركة جيش تحرير السودان بقيادة “عبد الواحد نور” باعتدائها على بعض مناطق وقرى دارفور من تلك التي تسيطر عليها القوات المسلحة كجبل مرة وغيره بل اتهامها الأخيرة عبر بيان لها إنها من تتعرض لهجمات متكررة منذ سقوط رأس النظام البائد. كررت ذلك في بيان آخر اتهمت فيه الجيش بتنفيذ هجوم على قواتها المتمركزة غربي جبل مرة، وظلت في كل بيان لها تلقى بالاتهامات جزافا هنا وهناك وتردد إنها تلتزم بما وعدت به من وقف للعدائيات سواء أكانت استجابتها لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة “انطونيو غوتيرش” بوقف إطلاق النار في كافة المناطق التي تشهد نزاعات بالعالم من أجل التفرغ لجائحة كورونا، أو التزامها بوقف العدائيات طمعا في تحقيق السلام الشامل وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة وغير ذلك من حديث منتهى حدوده القول لا الفعل.
بيد أنه وفي الوقت نفسه هنالك من الدلائل ما يفند كل تلك الإدعاءات ولعل على رأسها ما أعلنت عنه بعثة الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة المشتركة “يوناميد” 24 يونيو 2020م عن نزوح الآلاف من سكان خمس قرى وسط إقليم دارفور وبينت ان سبب نزوح السكان هو تجدد الاشتباكات بين فصيلين من حركة تحرير السودان (المتمردة) بزعامة “عبد الواحد محمد نور”، وورد في البيان بحسب (الأناضول) ان المواطنين في دارفور تعرضوا لحجم كبير من المعاناة والنزوح غير المبرر غير انها عادت وقالت إن تجدد إندلاع الاقتتال بين فصيلين من جيش تحرير السودان جناح “نور” اسفر عن قتل واغتصاب وتشريد آلاف الناس من قراهم.
كذلك وبحسب صحيفة (اليوم التالي) وقبيل تنفيذ الإعتصام الذي اعلنته كشفت مجموعات الرحل الرعوية عن أوضاع إنسانية وصحية وتعليمية متردية يعيشونها منذ عقود طويلة، وبحسب العمدة “مغسل على الصعدي” ان اعتصامهم للضغط على الحكومة لحمايتهم من هجمات الحركات سيما حركة “عبد الواحد”. كل هذا وغيره وقع خلال الأسابيع الماضية إذن أين تلكم الوعود التي قطعها ووعد بها “نور” وأهله بمناطق دارفور يشكون منه بالإجماع مر الشبكية، والشاهد انه من يتحرش بالمواطنين والقوات النظامية لجرهم للأشتباك ثم يتباكى ويستظلم.
يحدث هذا في وقت تتأهب فيه الحكومة السودانية من أعلى هرمها لتوقيع السلام مع الحركات المسلحة هذه العملية التي تخلقت إلى أن اكتملت بعد مخاض عسير قدمت خلاله تنازلات كثيرة من أجل استقرار البلاد عموم وأهل دارفور على وجه الخصوص هؤلاء الذين عانوا ما عانوا جراء ويلات الحروب التي اضرت بهم وجعلتهم في زمن الألفية يعيشون حياة بدوية قاسية تشبه عصر ما قبل التأريخ فرط القحط والعيش تحت رحمة الطبيعة أو كما وصف العمدة “الصعدي”. ومع ذلك فالجهود ممتدة لإعادة توطينهم وتلبية رغباتهم وتوفير الحماية الكافية لهم.