قريبتي في صغرها ..طالبتها المدرسة باحضار والدتها لمقابلة المديرة ..تحركت قريبتنا مع والدتها صباحا قاصدين المدرسة ..طالت المسافة وبعدت الشقة على الوالدة ..سألتها (يابت انتي مدرستك اصلها بعيدة كدا ؟) ..ردت الابنة ببراءة (المدرسة فتناها زمان ) …صرخت الوالدة (طيب نحن ماشين وين ؟ ) ..الابنة (والله قايلاك مودياني بي شارع تاني)..طبعا نالت علقة ساخنة من الوالدة ..قبل ان تعودا ادراجهما الى المدرسة.
حكينا القصة دي ليييه ؟ وانا بصدد كتابة استراحة الجمعة ..التي عادة ما تكون موضوعا اجتماعيا بعيدا عن السياسة وتبعاتها ..الا ان خبرا عاجلا ..جعلني اخالف العادة واكتب هذا المقال الطارئ ..الخبر العاجل يقول ان مجلس الوزراء قد تقدم باستقالته ..وذلك تمهيدا لاستعياب ناس الحركات المسلحة ..والذين طالبوا ب25% من الكراسي والقمصان والبنطلونات ..اها يا جماعة ..ما تكونوا حتودونا بي شارع تاني لي نفس المدرسة ؟
الطريف ليس فقط الشارع التاني ..او الطريق الموازي ..لكن اللطيف فعلا ..ان الوجوه هي نفس الوجوه ..ذات الأشخاص الذين عقدوا اتفاقيات السلام مع البشير ..ودخلوا القصر وجلسوا على الكراسي ..ومن ثم قفلوا عائدين الى التمرد ..والان مرة اخرى ..صوب القصر والكراسي ..ودوخينا يا ليمونة ..نحن و اللي خلفونا ..طيب نصفي النية ..ونقول ان الزمان غير الزمان ..والطرف الحكومي غير ذاك الذي كان في الماضي ..انا شخصيا ..ومعي كثيرون ..عندنا رجاء خاص .. ..بعد ان يجلس كل على كرسيه ..ويطمئن على مخصصاته ..نود ان نعرف نحن الشعب السوداني .. متى سيتم تنفيذ الخطط التنموية والحلول الجذرية لقضايا الهامش ..والتي من اجلها تم رفع السلاح ..ومات دونها الالاف ..وجراءها سيدخل البعض القصر الجمهوري ..(الرجاء ارفاق مدى زمني وخطة ممرحلة لكل فترة زمنية هدفها المعلن ).
ثانيا ..الوزراء الجدد ..والذين سيتم تعيينهم …نود ان يخرج علينا كل وزير منهم طارحا فكرته وخطته للعمل ..ولا يكفي فقط ان يكون حاملا لشهادة عليا من جامعة امازونيا ..عايزين حلول ولو حتى على المدى البعيد ..المهم تتوقف التجارب والافكار الفطيرة ..كفاية زيانة في روؤس اليتامى.
ثالثا وهو الأهم ..تكرار الفعل بذات الكيفية ..لا تتوقع ان ياتي بنتائج مختلفة ..حتى لو تغير الزمان ..فمن غير المنطقي ان نلف وندور في صينية التمرد ..وجولات التفاوض ..وتقسيم السلطة ..والكراسي ..وتاني نفس القصة ..ونمشي المدرسة بي شارع تاني ..ودونكم اعتصام نيرتتي ..الذي قطع قول كل خطيب ..اوصلوا التنمية للمناطق البعيدة ..تواصلوا مع المواطن العادي في اي بقعة ..ما تغيروا شارع المدرسة ..غيروا المدرسة ذاتها ..فكل الذين تعاقبوا عليها ..لم ينجح منهم احد .
صحيفة الجريدة