بلا أقنعة – ده ما حل يا حمدوك..؟- زاهر بخيت الفكي
سُئلنا كثيراً عن ماذا يُريد السيد حمدوك في خطابه بعد مسيرة 30 يونيو ، وهل من مُفاجأت يدخرها الرجُل للشعب السوداني ، أم هي جُرعات تسكين أخرى تُسكِت المد الثوري من التمدُد ، وتنحسِر بها حالة الهياج الثوري ، والغضب العارم من الشارع بسبب ضُعف آداء حكومته وفشلها في إرضاء المواطن وعجزها في توفير الحد الأدنى من احتياجاته اليومية.
أشفقنا على حمدوك من وعدٍ قطعه على نفسه ، والشعب السوداني سئم من الوعود لا سيمّا التي تتعلّق بمعالجات أزماته الحالية فقد وعد غيره ولم يستطيعوا الوفاء بما وعدوا به وقطعوه على أنفسهم ، وآخرهم مدني عباس وزير تجارة حمدوك ، فقد وعد على الملأ بحل أزمة الخبز خلال إسبوعين ولم يفِ حتى يومنا هذا بل ازدادت الأمور تعقيدا ، والحال اليوم أسوأ بكثير مما كان عليه من قبل.
خطاب حمدوك لم يكُن مُبهماً يحتاج منّا إلى اجتهاد نُفكك به المُفردات ، ونُحلّل به ما حملته السطور وما من مُتابع للراهن السياسي إلّا ويُدرِك أنّ حمدوك لا يملك شيئاً يحل به هذه المعضلة ما بين ليلةٍ وضُحاها ، والنوايا الطيبة والكلمات المُنمقة ، والتطمينات لم ولن تُشبع جائعاً يتضوّر الأن من الجوع ، ولن تُغني فقيراً أوصلته السياسات الخطأ وقلة عمل الساسة وكثرة كلامهم إلى ما يُعانيه المواطن اليوم ، والفقر علّة مُستعصية جداً يا هذا لن تُشفيها الخطابات الرئاسية.
استقالة بعض وزراء الحكومة بطلب من حمدوك قصة متوقعة جداً لامتصاص غضب الشارع وسخطه من بعض الوزراء ، ولتأييد وتأكيد الرأي العام السالب الذي تكوّن بسب الأداء الضعيف جداً لبعض حملة الحقائب الوزارية في حكومته ، لقد فعل ما توقعه الناس في ملماتهم والأسافير بأنّه سيُقيل بعض الوزراء حتى يُرضي الشارع الغاضب ، وكأنّ مُشكلة السودان وكم أزماته يكمُن حلّها في إزاحة زيد أو عبيد .
على كُل حال نرى بأنّ مسيرة تعديل المسار استطاعت أن تخترِق الحواجز ووصلت إلى مكتب رئيس الوزراء حمدوك ، ولأول مرة مُنذ تعيينه وتشكيل حكومته يستجيب بسرعة لتلبية رغبات الشارع في إبعاد أصحاب العطاء المحدود وقد بحّ الصوت من قبل وتعالت صيحات الشارع في نقده للأداء الضعيف.
قبل الخروج دعونا نُرسِل تحية خاصة لدكتور أكرم (المُقال) الرجُل الذي لم تهدأ العواصف من حوله منذ تسلمه لحقيبة الصحة إلى أن استلامها منه (قسرا) ، من سوء حظه تزامن دخوله للوزارة مع جائحة كورونا التي أرهقت العالم ولسنا بمعزلٍ عنهم ، اقالة الرجُل المُثير جداً للجدل ذكرتنا بما فعله الصادق المهدي بوزير التجارة وقتها دكتور أبوحريرة إذ لجأ الصادق إلى إقالة وزراء حكومته ثُم أعاد تعيينهم إلّا أبوحريرة.
صحيفة الجريدة