كلما عقدت لجنة إزالة التمكين مؤتمراً صحفياً وأعلنت عن النهب المصلح الذي مارسه قيادات النظام المباد و(لهطهم) لمقدرات الشعب بهذه الشراهة دون خجل أو تذكر للشعارات الدينية والحوقلة الزائفة التي كانوا يتمشدقون بها (لا لدنيا قد عملنا) تجدني أكثر حيرة ودهشة بأن أغلب (الكيزان) لم يفق من الصدمة ويتعشم في إعادة عقارب الساعة للوراء، لإستعادة حكم 30 عاما، حكم عرف بأنه الاسوأ في تاريخ السودان والمنطقة، حكم أقل ما يوصف به ( سيئ السمعة والسيرة والسريرة).
منزل لشيخهم شيده جهاز الأمن بالعملة الحرة وألاف قطع أراضي نهبوها ونثريات بملايين الدولارات تحت تصرف المخلوع دون رقيب ولا حسيب ومع ذلك لا ندري عن أي ثورة يتحدثون، ويصرون عليها وهم فئة منبوذة تدرك أن الشعب السوداني ركلها الى مزبلة التأريخ.
هؤلاء يتوهمون ويظنون أنهم بذات القوة السابقة، ويرفضون الإعتراف بالهزيمة على جميع المستويات، ويطالبون ذات الشعب الذي ثار عليهم ثورته العارمة قبل عام ولفظ حكمهم وحكامهم وأودع رؤوس الأفاعي منهم في السجون في إنتظار محاكمات قضائية عادلة بعد أن تمت محاكمتهم من الشعب حضورا وغيابا عبر لجان الأحياء وعبر وسائل الإعلام التقليدية والإعلام الحديث، يطالبون ذات الشعب تأييدهم والتصفيق لهم مرة أخرى.
قتلوا المئات من شباب المستقبل في سبيل البقاء والتشبث بحكمهم، وفتكوا بألاف السودانيين في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وفي السدود وشردوا الملايين بسبب سياساتهم الخرقاء البائسة ودمروا الاقتصاد وفصلوا أعز جزء من الوطن ومع ذلك بلاخجل يريدون العودة لكراسي الحكم مرة أخرى دون إستحياء.
يحاولون دس الاحباط بين الناس وإشاعة الفوضى والتخريب ويظنون أن الشعب سينخدع لهم ليذيقوه صنوف العذاب والهوان والتقسيم والعزلة الخارجية ، عن أي اقتصاد يتحدثون وهم اكتنزوا الأراضي وبنوا القصور المنيفة من عرق الغلابى وامتطوا الفارهات ، وحتى عندما تفتح كتبهم وصحائفهم المليئة بالفساد وتنكشف حقيقتهم لا يتوقفون وينزون في ركن قصي بل يحاولون اعادة الكرة مرة أخرى.
من أجمل ثمار هذه الثورة أن كلمة الشعب هي العليا وأعجتني جداً لوحة خطية رسمها ثوار شمبات وكتبوا فيها (موت الضأن ولا الكيزان).
مهما كانت التحديات فالعراقيل أمام حكومة الثورة أنتم من يقذف بها ولكن رهان الثورة على الشعب وبالشعب ستبقى قيمها (حرية ، سلام ، عدالة) ، والطريق امامكم (قفل واحتفل) وحراسه الشباب ، وإذا كان فسادكم شمل الكبار والصغار عليكم بالاختفاء والابتعاد عن المشهد الذي بدأ يتعافى فالسودان استعاد دول العالم أجمع كأصدقاء.
الجريدة